دعت عشرات العائلات الفلسطينية الاربعاء 11-2010 الامم المتحدة الى التدخل لدى اسرائيل لوقف بناء متحف التسامح فوق مقبرة اسلامية اثرية في القدس ترجع الى القرن الثاني عشر.
وطلبت نحو 60 عائلة فلسطينية لديها مدافن في المقبرة في مذكرة رفعتها الى العديد من الجهات المسؤولة في الامم المتحدة "سرعة التحرك لمطالبة الحكومة الاسرائيلية بوقف بناء المتحف" منددة بـ"تدنيس حرمة المقبرة" وبـ"انتهاك المعاهدات الدولية".
وقام مركز الحقوق الدستورية بارسال المذكرة باسم هذه العائلات الى المقررين الخاصين للامم المتحدة للحريات الدينية والعنصرية، والى الخبير المستقل للثقافة، والمفوضية العليا لحقوق الانسان، والمدير العام لليونسكو كما اوضحت هذه المنظمة غير الحكومية، ومقرها نيويورك، في بيان.
ومتحف التسامح يموله مركز سيمون فيزنتال الذي بنى متحفا بالاسم نفسه في مدينة لوس انجليس الامريكية. ومتحف القدس يقام على ارض مقبرة "مأمن الله" الاسلامية الاثرية التي دفن فيها العديد من الشيوخ الصوفيين.
وقد اثار هذا المشروع استنكار الفلسطينيين، حتى ان جزءا من الراي العام الاسرائيلي ابدى امتعاضه منه.
بدأ بناء هذا المتحف منذ خمس سنوات قبل ان يتوقف منذ عامين ونصف العام اثر دعاوى قضائية تقدمت بها عائلات فلسطينية وفقا لمركز الحقوق الدستورية.
وكانت المحكمة الاسرائيلية العليا امرت في البداية بوقف اعمال البناء قبل ان تسمح في النهاية باستئنافها في كانون الثاني (يناير) 2009 بعد ان اكد مؤيدو المشروع ان الجزء الاكبر من الارض التي يقام عليها المتحف كان يستخدم حتى الان كموقف للسيارات.
وقالت المسؤولة في مركز الحقوق الدستورية رانيا ماضي في مؤتمر صحافي في جنيف ان "تنفيذ المشروع تسبب في تدمير مئات المدافن وتبعثر رفات الموتى في اماكن غير معروفة".
واقرت بان دعوة الامم المتحدة "هي املنا الاخير بعد استنفاد جميع الوسائل الاخرى".
من جانبها قالت الاسرائيلية يائيل ليرير المسؤولة عن دار نشر والتي نشطت للدفاع عن هذا الموقع الذي تعتبره تراثا ثقافيا مهما "الكثير من الاصوات ارتفعت في اسرائيل ضد هذا المشروع حتى بين اليمين المتشدد وايضا المتحدث باسم الكنيست".
واكدت في جنيف ان اقامة متحف للتسامح من خلال انتهاك حرمة مقابر "امر غريب يدعو للسخرية" مشددة على موجة الانتقادات التي اثارتها هذه المسالة في اسرائيل.