صاحت أم فراس:
-يا فراس استيقظ.. غداً الامتحان، ولم تدرس كما ينبغي.
فتح فراس عينيه بصعوبة وقد بدا التعب والإرهاق على وجهه.
وبدا الاشمئزاز والضيق من تحركاته.
وقال في نفسه:
-متى ينتهي هذا الكابوس؟؟ امتحانات.. امتحانات..
ذهب فراس إلى المطبخ وسأل أمه عمّا أعدته له على الإفطار.
قالت له أمه:
-أعددت لك البيض الذي تحبه، والذي يعينك على دروسك.
غضب فراس وقال:
-دروس.. دروس..
تناول فراس طعام الفطور، وذهب يشاهد التلفاز، غضبت أم فراس وطلبت منه إقفال التلفاز ليدرس.
صاح فراس:
-ألا يحق لي أن آخذ قسطاً من الراحة.
تبسمت الأم وقالت:
-الآن استيقظت من نومك.. أتريد أن ترتاح بعد نوم طويل؟.. راحة بعد راحة!
وقف فراس في الشرفة يراقب الرائح والغادي، ويتحسر في نفسه، لأن كل هؤلاء ليس عندهم امتحان كما هو عنده امتحان، وهو يقول في نفسه:
-متى أكبر وأصبح مثلهم ليس لدي همّ ولا امتحان؟ متى متى؟؟
وكلما صاحت أمه تناديه لكي يدرس يحتج بأنه جائع تارة، وأنه تعب تارة أخرى.
حتى أقبل الليل، حينئذ شعر فراس بأن الوقت قد مضى سريعاً، وأن عليه أن يدرس قبل فوات الأوان.
أمسك فراس الكتاب وأخذ يدرس وقد انتصف الليل، ولم يدرس سوى درس واحد فقط، لأن النعاس قد غلبه، فنام منكباً على كتابه.
وفجأة استيقظ فراس على صوت أمه تحثّه على الإسراع ليذهب إلى المدرسة.
نظر فراس إلى الكتاب فوجده مفتوحاً على الدرس الأول فقط.
أخذ فراس يدرس ويدرس وهو يلبس ملابسه، ثم أغلق الكتاب، وذهب مسرعاً إلى المدرسة.
دخل فراس بسرعة إلى قاعة الامتحان بعد أن تلقى توبيخاً من أستاذه على تأخيره.
أمسك فراس الورقة فلم يفهم منها شيئاً، حاول أن يتذكر بعض المعلومات التي تلقاها من الأستاذ دون جدوى, لأنه كان ينام أثناء الدرس، ويستيقظ عند انتهاء الدرس ليلعب مع أصدقائه في ساحة المدرسة.
وفجأة صحا فراس على خبطة رأسه على درج المدرسة، وعلى ضحك أصدقائه عليه.
شعر فراس بالحرج الشديد، وغضب من أصدقائه لأنه رآهم يكتبون أجوبة الامتحان بسهولة، وقد كان يظنهم مثله، يلعبون ولا يدرسون.
تذكر فراس نصيحة أمه، وهزّ رأسه آسفاً.