السلحفاة
(مسرّة) يحبّها الجميع.. لأنّ لها أصدقاء في الغابة والنّهر.. وها هي الآن بعد أن عاشت أياماً في الغابة قضتها في اللّعب والمرح تارة.. وفي الدّراسة والمطالعة ومناقشة الموضوعات تارة أخرى.. كذلك في قصّ الحكايات المسليّة، وتعلّم بعض الأعمال المهمة في الحياة اليومية.. عزمت السّلحفاة على العودة إلى النّهر.. فقالت لأصدقائها:
ـ يا أصدقائي.. غداً صباحاً سأودّعكم لأذهب إلى أصدقائي في النّهر، فقد اشتقت إليهم كثيراً، وخاصّة صديقاتي السّمكات..
وقبل أن تنهي السّلحفاة
(مسرّة) كلامها ظهر الحزن على وجوه الأرانب والسّناجب والطّيور، ممّا جعلها تهوّن عليهم أمر رحيلها إلى النّهر قائلة:
ـ أعرف أن فراقي يصعب عليكم.. لكنّني سأعود مثل كلّ مرة بعد أيام أقضيها مع أصدقائي في النّهر..
* * * * * * وفي اليوم التّالي وبينما السّلحفاة
(مسرّة) تواصل طريقها بعد أن ودّعت الجميع فوجئت ببعض أصدقائها من الأرانب يتخطونها مسرعين نحو النّهر، فنادتهم:
ـ انتظروا يا أصدقائي.. اسمعوني.. أريد أن أذكّركم بشيء مهم..
لكنّ الأصدقاء لم يستمعوا إلى ما تريد
(مسرّة) قوله.. فقط قالوا لها وهم يواصلون جريهم:
ـ سنلتقي عند النّهر.. وهناك قولي لنا ما شئت.
وبما أنّ السّلحفاة بطيئة جداً في حركتها وسيرها، لم تصل إلى النّهر إلا بعد غياب الشّمس وحلول الظّلام.. فوجدت أصدقاءها الأرانب قد تعبوا من اللّعب والمرح ولم يخطر ببالهم أن يفكّروا بحفر مغارة تحميهم من خطر الثّعالب والذّئاب.. وقد بادروها قائلين:
ـ لقد تأخرت كثيراً.. ونحن ننتظرك حتّى حلّ الظلام.. كيف سنعود الآن إلى الغابة؟
فردّت عليهم قائلة: ـ لقد شعرت بأنّكم ستنشغلون في اللّعب والمرح.. لذا أردت أن أنبهكم وأذكّركم بحفر مغارة تحميكم من خطر الغابة إن أردتم انتظاري عند النّهر.. لكنّكم لم تنتظروا حتّى تسمعوا مني! والآن لا بأس تعالوا نجلس عند جذع شجرة كبيرة لنأخذ قسطاً من الرّاحة..
وتحت الشّجرة راحت السّلحفاة
(مسرّة) تحكي للأرانب قصصاً عن أهمية الإصغاء إلى الآخرين لعلّ في كلامهم الكثير من النّصائح والموعظة.. حتّى غلبهم النُّعاس فناموا.. لكنّ السّلحفاة
(مسرّة) بقيت ساهرة لتحميهم وتنبههم من أيّ خطر قد يلحق بهم.. وهكذا حتّى بزغ فجر صباح جديد.