تعيش كبريات المدن المغربية حالا من الاستنفار الأمني مع مطلع كل سنة ميلادية، فتجوب الدوريات الشوارع، بينما تقام الحواجز عند مداخل المدن الكبيرة، بهدف تأمين مرور احتفالات رأس السنة الميلادية في أجواء آمنة، بعيداً عن أية منغصات.
وتحتفل العديد من الأسر المغربية بليلة رأس السنة، من خلال تأثيث "طاولة منتصف الليل" بكعكة رأس السنة، مصحوبة بالحلويات المغربية، وإضاءة شموع الأمل بأن يكون العام المقبل حافلا بالمسرات والأفراح.
وفي وداع 2009، شهدت العاصمة الرباط إقبالاً على محلات بيع قوالب الحلوى، فيما اجتهدت المتاجر لجذب الزبائن بتنميق واجهاتها بكل أنواع الزينة. أما الساعات الأخيرة من عمر 2009، فشهدت توافد أسر بكاملها وفرادا، على مطاعم المدينة، بينما فضّل البعض الآخر المكوث في المنزل، ومتابعة أجواء الاحتفالات على شاشات التلفزيون، في انتظار أن تعلن عقارب الساعة عن الانتقال إلى سنة 2010.
مراكش ملتقى النجوم
ومنذ العشر الأواخر من عام 2009 الماضي، توافدت شخصيات عالمية على مدينة مراكش في جنوب المغرب، الملقبة بالحمراء، لقضاء ليلة رأس السنة، منهم زعماء دول كعاهل البحرينى حمد بن عيسى آل خليفة، والملك الأردني عبد الله الثاني، والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، والممثل الفرنسي الشهير آلان دولون، ومواطنه من أصل مغربي جمال الدبوز، الذين كانا من أهم الوجوه الفنية العالمية، التي اختارت مدينة البهجة للاحتفاء.
بدورهم الرياضيون، اختاروا مراكش، المصنفة عالميا، ضمن الوجهات السياحية العشر الأولى، كلاعب كرة القدم الفرنسي أنيلكا.
هوس السياح الأجانب بمراكش، ورغبة العديد منهم في تمضية ليلة رأس السنة بها، خلق انتعاشا سياحيا، تجسد في الإقبال الكثيف على الفنادق ودور الضيافة، إذ ارتفع معدل الحجوزات، إلى 95% بحسب الأرقام الرسمية المعلن عنها، هذا المؤشر جعل مراكش، بحسب إحصائيات وزارة السياحة المغربية، تقفل هذا العام على رقم مليون ونصف مليون زائر.
وغير بعيد عن مدينة مراكش، اختار الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، وككل عام، إحياء السنة الميلادية الجديدة داخل مقر إقامته في مدينة تارودانت (حوالي 75 شرق مدينة أكادير)، جنوب المغرب.
أما في الجنوب الشرقي، ووسط الكثبان الرملية لمنطقة مرزوكة، التي تبعد بـ 600 كيلومتر عن العاصمة الرباط، ففضل عدد من السياح الأجانب مشاركة أهالي المنطقة الفرحة بمطلع السنة الجديدة؛ الشهب الاصطناعية، أضاءت سماء مرزوكة وإيقاعات موسيقى الصحراء، على اختلاف أنماطها، خلقت حالة من الاحتفاء الفريد من نوعه.
وكانت الأسر المغربية، احتفلت، في الأسبوعين السابقين، بحلول العام الهجري 1431، كما أحيت يوم عاشوراء. هاتان المناسبتان الدينيتان، كانتا فرصة لاستحضار طقوس ممتدة في التاريخ، عبر تزيين الموائد بأطباق تقليدية، من المطبخ المغربي، وشراء الحلويات والفواكه الجافة.