اللوحة الناقصة

بيد مرتجفة مد يدة ليمسك بريشتة ويقف امام لوحة بيضاء أجفلتة مدى بياضها وخاف ترى بماذا يبدأ ..دوما ما تكون البدايات صعبة ودوما ما تكون النهايات مرُة...
جلس ينظر بلا معنى لرقعة الألوان ..الأحمر هو ما سيبدأ بة ..نعم انة رمز للدم ولكن هل يبدا يومة بالدماء.. الأخضر هو انسب الالوان ليمزج روحة برائحة العشب الندي..
ثم غير راية ..لماذا يصبغ على لوحتة لونا فرديا ...فقد سئم من الوحدة ..لما لايمزج الوانا مع بعضها ..لعلها تعكس اضطراب نفسة .. وتمازج الانفعالات بداخلة ...
عجبا هو فنان وقد اعتاد مزج الالوان بحرفية بالغة ما باله اليوم يقف عاجزا امام صفحة بيضاء..مرت نسمة لطيفة نثرت خصلة شعرة فارختها على جبهتة فاجفل ..رباة لما كل هذا الاضطراب
لماذا يقف عاجزا ينظر إلى الورقة البيضاء ويتصور كانها نبتت لها ذراعان ستطوقان عنقة .. وكانها تحوي عينان تحدقان الية
ترى هل اكتشتفت مدى توترة..
وباصابع مرتشعة اعتادت دوما على مسك الفرشاة امسك بريشتة
وبدات حبات العرق بالتسلل والخروج إلى جبينة ...وبقلب سمع دقاتة ..توسل إلى روحة لتهدا قليلا
ومسح يدية بملابس العمل التي تحولت وبمرور الوقت إلى لوحة فنية تفوح منها رائحة الالوان ..اغمض عينية برهة وعاد ليمسك بريشتة ومزج عدة الوان ببعضها ولم يرى ما النتيجة ولكنة صمم على الاستمرار مهما كانت النتيجة المزج...
ومد يدة إلى اللوحة البيضاء فخالها شهقت وهي تودع نقائها وصفائها فابتسم لها ابتسامة انتصار شامتا بهزيمتها امام اصرارة وعزمة..
وبدا يرسم ويرسم ولا يعي ما الذي كان يرسمه .....هي انفعالاتة ...هي امالة المحطمة... هي طموحاتة المؤدة ... هي عشقة الذي قوبل بالهجر والخيانة ...هي ماضية ..هي مستقبل مجهول ..هي اظافر الوحدة تنهشة بمخالبها القذرة...
هي هزيمتة النكراء امام ابواب الحياة الموصدة بوجهه؟
وبات كمن مسة هوس وضرب جنون لم يعد يعي شيئا من حولة فقط يرسم ويرسم ..لم يشعر بمرور الوقت ..حتى شعر بالانهاك وسقط اعياءا وتعبا ..ليرفع بصرة قليلا ليرى نتيجة رسمة..
ذعر وصعق جزعا .. وتوقف نبضة للحظات لما راة ... راي فقط خطوطا سوداء تتشعب لدوائر بلا نهاية ثم تعود لتتلقي في خطوطا ضيقة تنفرج بعدها في طرق عشوائية ..
وجلس لاهثا متاملا لوحتة شاعرا بانها ناقصة لشيء ما ...ترى ما هو ...؟
هكذا هي الحياة دوائر متشعبة بشكل غير مدروس نظام مختلط ..بحور من الحيرة بامواج مضطربة من الياس والخوف والقلق والالم وظلمة الوحدة
فجاة لمعت عيناة ببريق غريب ونهض واقفا باصرار ..فقد عرف ما ينقص لوحتة ...
ومد يدة لفرشاة نظيفة وغمسها بلون وضرب بها لوحتة وابتعد قليلا وابتسم برضا وهو يرى خيوطا من اللون الابيض تتسلل بين تلك السوداء لتمتزج معها وتضفي بريقا إلى اللوحة السوداوية
نعم انة الأمل الذي بة نحيا الذي يشحذ همتنا ويعطينا دافعا للأستمرار ..انة تفتح الزهور..انة ضحكة مرسومة على شفاة طفل ببراءة ..
انة الرجاء بغد افضل انة الثقة بانة مهما اشتدت علينا المحن مهما تلاطمت بنا امواج الحياة فهناك دوما بارقة امل لتضفي على حياتنا معنى ..هناك دوما من يمسح دموعنا ..هناك دوما من يشعر بارواحنا ... وفوق الجميع هناك الله الذي لاينسى احد ابدا فلنشعر بالطمائنية حين اللجوء إلية فهو الوحيد الذي لا يخذل احدا..
فلننظر دوما إلى الجانب الايجابي في حياتنا ..لنرى بالموقف الصعب ناحية ايجابية ..لنرى بالهزيمة توفيرا لطموح اكبر ودافعا لتجديد طاقة اكبر ..لنرى من خلال الالام الفرح هناك ينتظر
لنزرع الحب والامان بطريقنا لنجني الثمار حتما بيوم ما

احبتي اتمنى لكم جميعا ومن كل قلبي واحات خضراء بصحراء العمر
ومساحات شاسعة بالبياض والصفاء والتسامح
مودتي لكم جميعا