لقد اقترب اعزائي عيد الاضحى عيد النحر وقبل مجيئ هذا العيد المصادف ليوم 10 من شهر ذي الحجة يوجد يوم قبله ليس كبقية الأيام
وهو
يـــوم عرفــــة
يوم بارز في التاريخ والدين الاسلامي
يوم ليس كأي الأيام
يوم من أعظم أيام السنة
يوم واحد لا غيره في السنة
يوم يضلنا الله تعالى كلنا تحت رحمته
فلا تفوتوا اخوتي المسلمون هذا اليوم
يا ترى ما هو يوم عرفة
ولماذا سمي كذلك
وما هو المستحب في هذا اليوم
وما هو فضل هذا اليوم
يوم عرفة هو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة الشهر الذي يشد فيه حجاج البيت من كل بقاع الأرض الرحال إلى المكة المكرمة تقربا من الله التماسا للغفران والغسل من الدنس بالماء والبرد والثلج فيصبح صدر الحاج أبيض كيوم ولدته أمه لقوله تعالة {{وَأَذّن فِى ٱلنَّاسِ بِٱلْحَجّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَىٰ كُلّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلّ فَجّ عَميِقٍ لّيَشْهَدُواْ مَنَـٰفِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ فِى أَيَّامٍ مَّعْلُومَـٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مّن بَهِيمَةِ ٱلاْنْعَامِ}} [الحج:27، 28]، ولقوله سبحانه: {{وَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ فِى أَيَّامٍ مَّعْدُودٰتٍ}} [البقرة:203 بقول: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد، يقول: الله أكبر الله، أكبر الله أكبر كبيراً.
وأيضا مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم الحج عرفة
سمي هذا اليوم بيوم عرفة كون أن كل الحجاج في ثياب احرامهم يشدون الرحال نحو أرض طاهرة من أرض الله متواجدة بأراضي المملكة العربية السعودية وهي أرض عرفة وبالارض يوجد جبل على رأسه صخرة ثابتة قائمة بيضاء تظهر قمة الجبل أخذ الله فيها ميثاق على ذرية آدم أنه ربهم خالقهم وأشهدهم على ذلك هذا الجبل يسمى عرفة ويسمى ايضا جبل الرحمة نظرا للنفحات الإلاهية التي يستفيد منها كل حاج
وهكذا يصعد الحجاج الجبل إذا تيسر لهم ذلك وإذا لم يتيسر لهم الأمر يبقون في نطاق الجبل وحدود عرفة من شروق شمس نهار رحيم مليء بنسمات الاهية إلى غاية أن تغرب الشمس
يدعو الحاج يوم عرفة بما شاء فدعائه برحمة من الله يكون شديد صادق يخرج من القلب ينزل معه الدمع وتهتز له اجساد الرجال والنساء الكل رافع يديه داع ربي اغفر لي ربي إنك عفو تحب العفو فاعف عني ويدعو الحاج بما شاء وبما أراد أن ينال في الدنيا والآخرة ذاكرين مهللين لا اله الا الله وحده لا شريك له
فيتغطى الجبل بالابيض وهو ثوب الاحرام الابيض وسبحان الله وكأننا نرى ثلجا فوق هذا الجبل في عز الصحراء وعز النهار من رحمة الله وطمع الناس والحجاج بالمغفرة والطهر
انظروا الجمال
كما يقضي الحاج نهار عرفة بقراءة القرآن فالكل يدعو ويقرأ القرآن ولا يكف اللسان عن ذكر الله عسى ينجح الحاج في اكتساب الحسنات والفوز بمغفرة من الله والتخلص من المعاصي والسيئات
فالمستحب في هذا اليوم بالنسبة للحاج هو قراءة القرآن والذكر والشكر والتهليل والتكبير علنا وجهرا لاظهار فضل الله على عباده بيوم رحمة وغفران وطلب العفو والرحمة والعتق من النار فهو يوم تعتق فيه الرقاب
وأخرج في ذلك عن ابن المسيب عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من يوم أكثر من أن يعتق الله عز وجل فيه عبدا من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو عز وجل، ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هـؤلاء؟.
أما لغير الحاج فإنه يستحب له لصوم وأيضا عدم حلق الرأس واللحية للرجال وعدم قص الاضافر تشبها بالحجيج الذي يمنع عنهم ذلك في احرامهم إلى غاية يوم للنحر
أما فضائل هذا اليوم فإنه من صامه احتسابا وايمانا لغير الحاج يكفر ذنوب سنتين أما الحاج فلا يصوم ذلك اليوم كما أن جزاؤه خير وهو الطهر التام
كما ورد انه ما رئي إبليس في يوم هو أصغر و لا أحقر، ولا أغيظ من عشية يوم عرفة.
وقد صح أيضا: أن هذا اليوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه، غفر له.
وصح كذلك عنه صلى الله عليه وسلم: خير الدعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، بيده الخير و هو على كل شيء قدير
إنه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة
ففي الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلاً من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً، قال أي آيه؟ قال: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) "المائدة: 3" قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو قائم بعرفة يوم الجمعة.
إنه يوم أقسم الله به:
والعظيم لا يقسم إلا بعظيم، فهو اليوم المشهود في قوله تعالى: (وشاهد ومشهود) "البروج: 3"، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اليوم الموعود : يوم القيامة، واليوم المشهود : يوم عرفة، والشاهد: يوم الجمعة..) "رواه الترمذي".
وهو الوتر الذي أقسم الله به في قوله: (والشفع والوتر) "الفجر: 3" قال ابن عباس: الشفع يوم الأضحى، والوتر يوم عرفة، وهو قول عكرمة والضحاك
أنه يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار والمباهاة بأهل الموقف:
ففي صحيح مسلم عن عائشة _رضي الله عنها_ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدأ من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟).
وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله تعالى يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة، فيقول: انظروا إلى عبادي، أتوني شعثا غبراً) رواه أحمد".
فهنيئا للحاج وهنيئا للصائم المتشبه بالحاج
اللهم بلغنا عرفة
ولا تنسوا الصوم جزاكم الله خيرا
لكم كل الود