مقدمـــة
هشاشة العظام هي أحد أمراض العظام. وهو تعبير يطلق على نقص غير طبيعي واضح في كثافة العظام (كمية العظم العضوية وغير العضوية) وتغير نوعيته مع تقدم العمر. العظام في الحالة الطبيعية تشبه قطعة الإسفنج المليء بالمسامات الصغيرة. وفي حالة الإصابة بهشاشة العظام يقل عدد المسامات ويكبر وتصبح العظام أكثر هشاشة وتفقد صلابتها ، وبالتالي فإنها يمكن أن تتكسر بمنتهى السهولة. والعظام الأكثر عرضة للكسر في المرضى المصابين بهشاشة العظام هي الورك والفخذ ، الساعد - عادة فوق الرسغ مباشرة - والعمود الفقري.
وهذه الكسور الني تصيب عظام فقرات العمود الفقري قد تجعل الأشخاص المصابين بهشاشة العظام ينقصون في الطول ، وقد تصبح ظهورهم منحنية بشدة ومحدبة.
وفي كل سنة ، يتعرض العديد من الأشخاص المصابين بهشاشة العظام لحدوث كسور في الورك أو الساعد بمجرد السقوط ، وآخرون قد يتعرضون لتلف العظام في ظهورهم لأسباب بسيطة قد لا تزيد عن الانحناء أو السعال. تخيلي كيف أن عظامك التي سندتك طوال حياتك تصبح من الهشاشة بحيث أنها تنكسر لمجهود بسيط مثل السعال.
وهشاشة العظام تنشأ عادة على مدى عدة سنوات ، إذ تصبح العظام تدريجيا أكتر رقة وأكثر هشاشة. وهذه هي الفترة قبل أن يحدث تلف شديد وقبل أن تنكسر العظام التي فيها نحتاج فعلا أن نحدد الأشخاص المصابين بهشاشة العظام، لأنه توجد الآن طرق للعلاج. وحيث أن مرض هشاشة العظام من الأمراض الصامتة والتي قد تنشأ بدون ألم وأول أعراضه هو حدوث الكسور ، لذلك فإنه من الضروري جدا أن نبني عظاما قوية في شبابنا ، ونحافظ عليها مع تقدم العمر.
العوامل المؤدية لهشاشة العظام :
إن العظام على عكس ما قد تبدو عليه، أعضاء نشطة وحيوية، إذ أنها تمر طوال الوقت بما يسمى ((Bone Remodelling أي هدم و إعادة بناء العظام وتقوم بها خلايا متخصصة. وتبدأ العملية بهدم جزء من العظام القديمة أو التالفة ثم إعادة بنائها من جديد. وعملية بناء وهدم العظام هي عملية مستمرة طوال عمر الإنسان ولكن في فترة الطفولة وحتى عمر الشباب تتغلب عملية البناء على عملية الهدم، مسببة زيادة مضطردة في طول وكثافة العظام، ويستمر ذلك النمو حتى سن الثلاثين تقريبا حيث تبلغ العظام ما يسمى (ذروة الكثافة العظمية). بعد ذلك قد تبقى كتلة العظام ثابتة أو تتناقص ببطء شديد (حوالى1% سنويا) في الحالات الطبيعية، أما في حال الإصابة بهشاشة العظام فان الكتلة العظمية تتناقص بسرعة كبيرة مسببة المرض. أسباب هشاشة العظام > التغيرات الهرمونية التي تصاحب سن اليأس عند النساء وبخاصة نقص هرمون الاستروجين، والتي تزيد من فقد الكتلة العظمية، أو نقص الهرمون الذكرى عند الرجال وكلها من التغيرات التي تصاحب التقدم في السن.
هناك عوامل أخرى قد تزيد من احتمال الإصابة بالمرض منها:
* عدم كفاية الكاليسيوم وفيتامين دي في الوجبات اليومية.
* التدخين والمشروبات المحتوية على الكافيين وشرب الكحول.
* الافتقار إلى النشاط البدني وعدم ممارسة الرياضة.
* تناول أدوية معينة مثل السترويدات ومضادات التشنج وكذلك ازدياد نشاط الغدة الدرقية.
* العوامل الوراثية مثل إصابة أحد أفراد العائلة بهشاشة العظام.
* الدخول المبكر في سن اليأس أو استئصال المبيضين.
تشخيص هشاشة العظام :
هناك العديد من الطرق الحديثة لتشخيص هشاشة العظام منها ما يتم عن طريق استخدام الأشعة السينية مثل جهاز الـ دكسا (DXA) وهو أكثر الأجهزة استخداما وأكثرها دقة ويعتبر فحصا مأمونا وخاليا من الألم تماما، كما توجد أجهزة أخرى تستخدم الموجات فوق الصوتية (Ultrasound) بالإضافة إلى الفحوصات المختبرية التى يمكن أيضا استخدامها فى التشخيص.
علاج هشاشة العظام
يتوافر الآن العديد من العلاجات لمرض هشاشة العظام نذكر منها على سبيل المثال:
- الإمداد اليومى بالكاليسيوم (1200 ملغم) وفيتامين دي (500 وحدة دولية) ولكن فى معظم الأحيان لا يكفى ذلك وخاصة فى حالة الإصابة بالمرض إذ يصبح العلاج الدوائى ضرورة ملحة.
- العلاج التعويضى بالهرمونات وخاصة الاستروجين، وقد ذكر العالم روسو وآخرين (Rossouw JE et al. JAMA, 2002) فى دراسة أجريت على مرضى هشاشة العظام، أن العلاج بالهرمونات قد أظهر فعالية فى تقليل كسور الفقرات ومفصل الورك. الا أن الدراسة أوقفت قبل اكتمالها بسبب زيادة حدوث سرطانات الثدى وجلطات الشرايين التاجية والسكتة الدماغية.
- العلاج بـ "معدلات مستقبلات الاستروجين الانتقائية" أو (SERMS) مثل عقار الرالوكسيفين (Raloxifene). قد ذكر العالم اتينجر و آخرين (أن هذا العلاج قد أظهر نتائج جيدة فى تقليل كسور الفقرات، إلى جانب تقليل أخطار حدوث سرطان الثدى وحماية القلب والشرايين، إلا أنه سبب زيادة فى تكون جلطات الأوردة العميقة وجلطات أوردة الرئتين وشبكية العين.
- العلاج بالبيسفوسفونات bisphosphonates والأمينوبيسفوسفونات Aminobisphophonates وهو علاج غير هرموني يساعد على إعادة بناء العظم .