أعرب النجم المصري محمود قابيل، سفير النوايا الحسنة للأمومة والطفولة بمنظمة اليونسيف، عن استيائه من عملية التفتيش التي تعرض لها خلال زيارته للمسجد الأفصى، حيث جردته الشرطة الإسرائيلية من بعض ملابسه وحذائه وحزامه، معتبرا ذلك إهانة للوفد الرسمي لمنظمة اليونسيف.
وقال قابيل لـ"العربية.نت" الثلاثاء 27-10-2009 إنه عندما ذهب "لقراءة الفاتحة على سيدنا إبراهيم وزوجته سارة والصلاة في المسجد الأقصى جردوني من حذائي وحزامي وبعض ملابسي من أجل التفتيش الدقيق".
واعتبر ذلك "عملية مهينة جدا برغم كوني ضمن وفد رسمي لمنظمة اليونسيف، وكوني سفيرا بها، وكان ذلك شيئا محزنا وترك أثرا سيئا في نفسي لأنني رفضت أن أحرم من زيارة الأماكن المقدسة التي تخصني كمسلم في فلسطين".
وأبدى قابيل حزنه على الوضع المتدهور الذي يعانيه الطفل اليمني في بعض مخيمات النازحين والفارين من الحرب في صعدة، والطفل الفلسطيني في مناطق عدة في غزة والقدس ورام الله ونابلس، وأن إسرائيل تعاملهم معاملة سيئة واصفا هذا الوضع بالمأساة.
وجاءت زيارة قابيل للأقصى ضمن البرنامج المعد لزيارة مدن فلسطينية وعلى رأسها غزة للاطلاع على مراكز اليونسيف الخاصة بتعليم الأطفال، خاصة بعد الصدمة النفسية والعصبية والمعنوية التي تعرضوا لها خلال الاجتياح الإسرائيلي الأخير على القطاع.
أطفال غزة
وأشار قابيل إلى أن الحالة النفسية للأطفال في غزة ستعود إلى طبيعتها "لأنني لمست هذا بنفسي في موقف مشابه، عندما زرت أيضا جنوب لبنان من قبل والذين تعرضوا أيضا لعدوان عليهم بالقنايل العنقودية والألغام في 2006، ومراكز الصحة النفسية تقوم بواجبها إلى حد ما، ولكن الجرح سيكون محفورا في ذاكرتهم طوال العمر".
وأوضح قابيل وهو يتحدث عن الصعوبات التي شاهدها في غزة أنه برغم ما حدث ويحدث في فلسطين إلا أن نسبة التعليم فيها من النسب العالية، وهي من أعلى النسب في المنطقة العربية وتزيد عن الـ90%.
وأضاف "إلا أنني حزنت كثيرا اثناء زيارتي لمنطقة المالح شمال جنين لذهاب وعودة الأطفال إلى مدارسهم وهم يسيرون أكثر من 10 كيلو مترات سيرا على الأقدام في ظروف مناخية شديدة الصعوبة ويمرون على نقاط عسكرية عليها عساكر إسرائيليين مدججين بالسلاح".
صعوبات في الوصول إلى غزة
وقال قابيل "كنت ذاهبا الى فلسطين بوجهة نظر فنان مصري عربي مركزا على الدور الانساني الذي يجب ان نتحلى به بعيدا عن السياسة وشأنها، وكان في برنامج الزيارة، زيارة الاطفال الموجودين بالمستشفيات والذين يزيد عددهم عن 3 آلاف".
أضاف "بكل اسف لم اتمكن من زيارتهم، لانني وجدت تعنتا شديدا قبل وأثناء وبعد الزيارة من الجانب الاسرائيلي وعملت مع اليونسيف ضغوطا شديدة عند مخاطبتي لوزارة الخارجية المصرية لكي احصل على تصريح دخول وخروج من غزة عن طريق رفح من الجانب المصري".
سفير خيري
وأكد قابيل الذي عين سفيرا للنوايا الحسنة في منظمة اليونسيف في نهاية عام 2003 للشرق الاوسط وشمال إفريقيا أنه لا يتقاضى أجرا نظير أعباء تلك المهنة، وشدد على أنها مهمة إنسانية تطوعية خيرية ولا يمكن لأي إنسان أن يتقاضى مقابل لفعل الخير لأن "الأجر والثواب على الله في مثل هذه الأشياء".
وقال "فقط توفر لنا المنظمة الانتقالات عن طريق مكاتبها المنتشرة في كل مكان، ونحن نقوم بالدفاع عن حقوق الأطفال والدعوة لدعم البرامج التي توفر لهم الخدمات الصحية والتعليمية وغيرها".
أطفال صعدة
وحذر قابيل بعد عودته من زيارة اليمن مؤخرا من الوضع المتردي للاطفال الذين يعانون الجفاف، ويواجهون شبح الموت وهم بلا ادوية ومخيمات بعد ان دمرت الحرب في صعدة منازلهم، وبعد ان اصبح وضع النازحين مأساوي داخل المخيمات التي تكدست باللاجئين فيها دون قدرتها على استيعابهم بشكل كامل.
واعتبر أن العديد من الدول العربية في الخليج، وشمال إفريقيا، وفي الأردن ومصر حققت خطوات كبيرة في توفير حقوق الطفل من تطعيم، تعليم، حماية، وهي تستحق التهنئة على ذلك.