واصل فيروس H1N1 انتشاره في مختلف أنحاء العالم، حاصداً المزيد من الضحايا، ما دفع الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى إعلان حالة الطوارئ الصحية في الولايات المتحدة.
ففي السعودية، أغلقت وزارة الصحة مدرستين في القصيم والمنطقة الشرقية، بعد تسجيل حالتي وفاة بفيروس H1N1، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، السبت 24-10-2009.
وأشارت الوزارة إلى أن الوفاة الأولى كانت لطالب في المرحلة المتوسطة، يبلغ من العمر 12 عاماً، أدخل أحد مستشفيات القصيم، بسبب معاناته من نوبات صرع متكررة وقيء لا إرادي، نتج عنه التهاب حاد في الرئة، وأثبتت الفحوصات إيجابية إصابته بالفيروس. أما الحالة الثانية فكانت لطالبة في المرحلة المتوسطة بإحدى مدارس المنطقة الشرقية، تبلغ من العمر 14 عاماً، وتعاني من السمنة المفرطة.
وبعد التنسيق مع وزارة والتعليم، تم إغلاق المدرستين، مع اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية تحسباً لمنع انتشار المرض وذلك وفقاً لإجراءات الخطة الوطنية للوقاية من الانفلونزا.
وذكر مدير إدارة التربية والتعليم بمنطقة القصيم أن قرار تعليق الدراسة في المدرسة سيطبق اعتبارا من غد الأحد، لمدة 7 أيام، من تاريخ الإغلاق.
وكانت وزارة التربية والتعليم ضمّنت محددات تعليق الدراسة بنداً ينص على إغلاق المدرسة لمدة سبعة أيام مع استمرار عمل الهيئتين الإدارية والتدريسية.
المغرب يغلق مدرسة
وفي المغرب، أعلنت السلطات، للمرة الأولى في البلاد، إغلاق مدرسة في مدينة فاس (وسط) بعد رصد "عشر إصابات بالفيروس في صفوف التلاميذ.
وفي اتصال هاتفي مع فرانس برس، أكدت السلطات أن "الحالة الصحية (للتلاميذ) لا تدعو إلى القلق". وأضافت أن هؤلاء التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين ثمانية و17 عاما "يخضعون لمتابعة طبية".
وأوضحت أن "بعض تلاميذ هذه المدرسة يسافرون بشكل منتظم إلى الخارج"، مرجحة أن يكون أحدهم أصيب بالفيروس خارج المغرب.
وتم تعليق الدروس في هذه المدرسة "لبضعة أيام" في انتظار صدور نتائج الفحوص الطبية، وفق المصدر نفسه.
وحتى 20 تشرين الأول (أكتوبر)، رصد المغرب 173 إصابة بالمرض، لا تزال ثلاث منها تخضع لعلاج طبي، بحسب ما أعلنت وزيرة الصحة ياسمينة بادو الثلاثاء.
ولم يتم تسجيل أي وفاة جراء هذا الفيروس في المغرب.
وفيات بتركيا والأردن
كذلك في تركيا، سجلت وزارة الصحة أول وفاة بالمرض، لشاب في الـ29 من العمر. وكان المريض قد شخصت حالته في البداية على أنها التهاب رئوي في أحد مستشفيات أنقرة حيث توفى نتيجة صعوبات في التنفس كما أوضحت الوزارة.
واثبتت تحاليل أجريت للمريض أنه مصاب بفيروس اتش1ا
. وأوضح بيان الوزارة أنه "أول شخص يتوفى بانفلونزا اتش1ا
في تركيا"
بينما سجلت الأردن ثالث وفاة بالفيروس، لطفلة في الخامسة عشرة من عمرها. وكانت الطفلة أدخلت مستشفى الأمير حمزة (في عمان) في 16 من الشهر الحالي كحالة محولة من أحد المستشفيات الخاصة لإصابتها بالتهاب رئوي حاد، وشخصت بأنها مصابة بمرض انفلونزا الخنازير.
وأعلنت وزارة الصحة الأردنية، الأربعاء الماضي، ارتفاع عدد المصابين بالمرض في المملكة إلى 1695 حالة بعد تسجيل 663 إصابة جديدة الأسبوع الماضي. ومن بين المصابين 615 طالبا وطالبة من 251 مدرسة و30 حضانة أطفال.
طوارئ بأمريكا
أما في أمريكا، فأعلن الرئيس باراك أوباما "حالة طوارئ وطنية" في الولايات المتحدة، لمواجهة وباء انفلونزا الخنازير الذي قتل نحو ألف شخص في البلاد، بحسب ما أعلن البيت الأبيض السبت 24-10-2009.
ويتيح هذا الإعلان تعزيز قدرات المراكز الطبية على استقبال تدفق المصابين بهذا الوباء عبر تجاوز بعض المعاملات الفدرالية.
وأشارت مراسلة "العربية" في واشنطن منى الشقاقي إلى أن إعلان هذا النوع من حالات الطوارئ يتم مئات المرات في الولايات المتحدة خلال عام واحد، إذ يترافق مع حدوث الأعاصير وغيرها من المخاطر الطبيعية التي يمكن أن تهدد حياة الناس.
ونفت أن يكون الإعلان مؤشراً لوجود هلع أو هستيريا على مدى واسع، رغم توقع الحصول على 11 مليون لقاح من المرض فقط، بعدما تحدثت جهات طبية عن توفير أكثر من 140 مليون لقاح.
وتابعت المراسلة أن 60 مليون أمريكي حصلوا على اللقاح ضد الانلفونزا الفصيلة، ما قد يساعد بالتخفيف من أعداد المصابين بفيروس H1N1.
وتسبب وباء انفلونزا "اتش1 ا
" حتى الآن في أكثر من ألف وفاة في الولايات المتحدة واستقبلت المستشفيات 20 ألف حالة منه منذ ظهوره الربيع الماضي، بحسب ما أعلنت السلطات الفدرالية الأمريكية الجمعة الماضي. ولا يزال هذا الوباء يتوسع في 46 ولاية من أصل 50 في البلاد، وأصبحت حالات الإصابة به تعد بالملايين.
وأسفر فيروس انفلونزا الخنازير عن 5 آلاف وفاة على الأقل على الصعيد العالمي، وفق آخر حصيلة لمنظمة الصحة العالمية.