:بسمـ:
تزايد عدد المغربيات اللواتي انتحرن خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، حيث انتحرت 7 نساء من بين 16 حالة انتحار، رُصدت رسمياً من طرف السلطات الأمنية في المدار الحضري بالبلاد، وفق إحصائيات جديدة للخلية المركزية المكلفة الاتصال بإدارة الأمن الوطني بالمغرب، نشرتها أخيراً بعض الصحف المغربية.
وفسّر مختصون مغاربة ارتفاع الانتحار في أوساط المغربيات بهشاشة نفسية المرأة، بسبب طبيعة التنشئة النفسية التي تخضع لها، حيث يغلب عليها الطابع الوجداني والانفعالي على حساب الجانب العقلاني والواقعي.
قصص انتحار
ومن بين آخر أحداث انتحار النساء بالمغرب ما وقع قبل بضعة أيام حين انتحرت امرأة بإلقاء نفسها أثناء عبور القطار بسرعة كبيرة بإحدى محطات الدار البيضاء، وهي تمسك بقوة بيد ابنتها، ما أدى إلى تناثر أشلاء الجثتين معاً في مشهد مأساوي أعاد ذاكرة المغاربة إلى مشهد أكثر حزناً عندما أقدمت امرأة قبل أشهر قليلة على الانتحار أمام القطار بمدينة المحمدية وفي بطنها جنين، وبرفقتها بناتها الثلاث كردّ فعل على زواج زوجها بامرأة ثانية لكونها لا تلد إلا البنات.
كما أقدمت ثلاث نساء أخيراً بإحدى المدن الداخلية على الانتحار خلال شهر واحد، من ضمنهن تلميذة كانت معروفة باجتهادها الدراسي، غير أنها فضلت تجرّع مبيد سامّ على متابعة حياتها بشكل طبيعي، بالرغم من عدم وجود أعراض توحي بمشاكل عاطفية أو نفسية أدت بها إلى الانتحار.
وانتحرت فتاة قبل أسابيع أيضاً بسبب تخلي شاب يعمل في بلد أوروبي عن مشروع الزواج بها، بعد أن غمرها حباً وهدايا، لاسيما في فصل الصيف حيث يأتي ليقضي عطلته في البلاد، فكانت ترى فيه فارس أحلامها الموعود، وامتدت علاقتهما إلى حد أنه كان يستبيح جسدها دون زواج، وحين صارحته بضرورة الاقتران بها تهرب منها ولم يعد يتصل بها، وانقطعت أخباره عنها تماماً، فتعرضت الشابة لصدمة عنيفة أنهتها بالانتحار غرقاً في عرض البحر.
المواد السامة والشنق
ويعلق المعالج النفسي الدكتور عبدالمجيد كمي لـ"العربية.نت" على ارتفاع نسبة الانتحار في أوساط النساء المغربيات بالقول إن الأمر يعود بشكل رئيسي إلى الأزمات المالية المستفحلة التي صارت تؤرق المتزوجات والعازبات على السواء، وإلى اختلال العلاقات مع أزواجهن خاصة على مستوى التواصل والحوار ونوعية التعامل، بالإضافة إلى الفشل في التصدي لضغوط الحياة اليومية التي تتحملها عادة المرأة أكثر من الرجل.
وأشار كمي إلى أن تناول مواد سامة وخطيرة ثم الشنق يعد أكثر وسائل الانتحار التي تتبعها النساء المنتحرات، مشدداً على أهمية الرادع الديني باعتباره عاملاً حاسماً في درء كل محاولة انتحار من طرف النساء أو الرجال أو الشباب، لأنه يكون تحصيناً ضد أي انهيار نفسي وروحي، وهي الحقيقة التي ما فتئت تزكيها الأبحاث العلمية المتكررة.
من جانبه، أقر الباحث النفسي والتربوي محمد الصدوقي بعدم توفر إحصائيات علمية دقيقة حول الخصوصيات النفسية الفردية والاقتصادية للمنتحرين من الجنسين، كي تكون المقاربة أكثر دقة وموضوعية.
لكن، في المقابل، يعزو الصدوقي أسباب ارتفاع نسبة الانتحار بين النساء أكثر من الرجال داخل المجتمع المغربي إلى طبيعة التنشئة النفسية التي تخضع لها هذه المرأة، حيث يغلب عليها الطابع العاطفي والانفعالي على حساب الجانب العقلاني والواقعي، ما يجعل نفسية المرأة هشة لا تقدر على الصمود كثيراً أمام المشاكل
والصدمات والضغوط النفسية الداخلية والاجتماعية الخارجية.