:###:
بعد سلسلة عمليات انتحار شهدتها شركة "فرانس تيليكوم" بسبب حالات إنهاء الخدمات والتسريح من العمل، قررت الحكومة الفرنسية، المساهم الرئيسي في المجموعة، مواجهة هذا الوضع والتحرك سريعاً خوفاً من انتشار هذه الظاهرة.
وكانت ليلة الجمعة الماضية قد شهدت حالة انتحار جديدة عندما رمت موظفة بنفسها من الطابق الرابع بعد تبليغها بإنهاء خدماتها لتسجل الحالة الـ23 خلال عام ونصف.
وعزت النقابات عمليات الانتحار الى الاكتئاب والاحباط وطول الانتظار لتحسّن الوضع الاقتصادي.
المبادرة الأولى من قبل الحكومة الفرنسية كانت اللقاء الذي جمع وزير العمل الفرنسي كزافييه داركوس بمدير "فرانس تيليكوم" للاتصالت ديدييه لومباروقررا ايقاف حالات التسريح بشكل فوري وزيادة الاطباء لمعالجة حالات الاكتئاب الشديدة.
وقال كزافييه "حالات الموت المستمرة سواء كانت لرجل او لامرأة هي حالة مأساوية، وزارتنا ستأخذ على عاتقها الحد من هذه الظاهرة بشكل سريع وسنعمل على تحسين اوضاع العاملين في الشركات المختلفة".
من جانبها، قالت شركة الاتصالات الفرنسية "فرانس تيليكوم" ان تسريح العاملين من بعض مكاتبها كان طبيعياً بسبب عدم انتاجية تلك المكاتب واعترف رئيس الشركة بأن "الشركة ارتكبت اخطاء وسنعمل على تلافيها".
وقال ديديه لومبار، رئيس فرانس تيليكوم، إنه "لغرض معالجة الحالات الصعبة وضعنا خطاً أخضر مجانياً لخدمة العاملين الذين يعانون من ضغوط نفسية، وأوقفنا حالات التسريح وقمنا بإضافة الاطباء النفسيين لحل مشاكل العاملين ووضع حد لحالات الانتحار".
وتأتي هذه الخطوة عقب دعوات من النقابات الفرنسية التي تظاهرت ضد سياسة التسريح المستمرة في دوائر الدولة الفرنسية.
وقال دومنيك اوليفيه، وهو مسؤول نقابي، إن "ثقافة الادارة تعتمد على التقليص في النفقات دون النظر الى المكاسب المادية التي تأتي بسبب خدمات افضل شركة للاتصالات للانترنت وخدمات الهاتف المحمول".
ويذكر ان عدد العاملين الذين تم تسريحهم خلال السنوات الاخيرة تجاوز 40 الف موظف، وتقول اتحادات العمال إن ضغوطاً تمارس على الباقين من المستخدمين إما بالاستقالة او بقبول شروط جديدة للعمل وصفت بأنها اكثر صرامة.