أنا و الهواء نتعكز على طيفك

ليتني ما كنت أنثى و لي قلب كأوراق الزهور


قالتها صديقتي حين اجتاحتها يوما عاصفة الحب


حينها ، أيقنت أن الداخل في الحب مفقود


ثم عرفتك ، دون وساطة


و منذ عرفتك، تعلمت كيف أسرق الكلمات ، و أخبئ حروفها في باطن كفي كحلوى العيد


غدوت أوهى من خيط حرير ، و أضعف من أن أذود عن نفسي فراشات الحب


حتى خلت أن من كتب الأشعار كتبها لي، و أن ما قيل فيها قد قيل عني و عنك


حسبت أني وحدي من اغتسل لها الحب بالنور و النار ، و أن سنابل القمح هجرت منابتها و انغرست في صدري حقولا من حنطة ماسية !



وجدتك ، دون أن أختار و ندمت على الماضي ، على أشيائي التي أحبها و لم أقلها


على كل ما فعلت و ما لم أفعل و تعلمت منك أن أنكر و ألا أستنكر


آمنت بأن الكذب لأجلك حق ، و بأن الصدق فيك باطل


و الآن ، لا أريد أن أحدثك عن الليالي التي تبزغ فيها قمرا فتنير ظلمة كون قاتم


أريد أن أخبرك عن شاي النعناع الذي شربته حين تعثرت بك ، و الذي صار بعدك إكسير حياتي



عن عاداتي السيئة و التي صارت قربك شغبا يحرك كل ما هو راكد


عني حين صادقت أسراب النمل و عطفت على فراخ الغربان و تفاءلت بها


و حين مسحت على كلب الجيران الأرعن و أحسست بطهر في روحه،


عن كل ما تغير في شارعنا دون أن يتغير، عن المتصوفين الذين صرت أحبهم


عن الأخضر الذي امتد في عيني حتى طال ظلال الجنة


و كأني بعدك أصبحت ملاكا حارسا ، قلده الله مفاتيح الحب


أي ضعف هذا الذي يجعل صباحاتي تعيسة حين لا تشرق شمسك على عصافيري


و يحيل مساءاتي وجعا يتجمر في أوكارها و يصيح في وجهي : آه ، آه ، آاااه


أي شيء هذا الذي يطفئ الجمر و يشعل الماء ، و لماذا بك انقلبت على حالي ؟


بربك .... كيف صرت عكازي ؟ إما أن تسندني و إما أن ترحل عني


أتدري، راودتني رغبة بكسرك و تهشيمك و حرقك


وددت أن أعجنك كصلصال بيدي هاتين كما تفعل قطة مشاكسة بخيط صوف


حاولت دفنك في صندوق مهمل على سطح دارنا المهجور لتقيم عليك شباك العناكب


عرفتك ، تلبستني و أدركت بأني لن أقدر عليك


و أن تعويذتك ، التي نفحتها حورياتك ، سحر أبيض لا يبطله العمل الصالح


لكني بك صرت الأجمل فحسبي منك أني الآن أجمل