السحور - حوار

الأم: هيا يا أعزائي للنوم فإنه يفضل النوم باكراً لتستطيعوا الاستيقاظ وقت السحور.

أحمد: أفضل عدم السحور فإنني لا أجوع في أثناء النهار.

الأب: القيام للسحور أفضل يا بني.. ليس من أجل الطعام فقط.

عائشة: لماذا القيام للسحور أفضل يا أبي.. أليس التخفيف من الطعام أفضل؟

الأم: لقد نسيتم أن فترة السحور هي فترة السحر وهي فترة يستجاب فيها الدعاء.

أحمد: يستجاب فيها الدعاء!!

الأب: عندما طلب أخوة يوسف عليه السلام من أبيهم أن يستغفر لهم ماذا قال؟

الأم: قال سأستغفر لكم ربي.

عائشة: لماذا أجّل ذلك ولم يستغفر لهم مباشرة؟

الأب: ورد في التفسير أنه أجّل ذلك إلى وقت السحر وهو وقت السحور لأنه أدعى للاستجابة.

الأم: إذن يستحسن أن ننتهز فرصة السحور ونصلي ركعتين لله تعالى وندعو.

الأب: الصالحون يفعلون هذا في رمضان وغير رمضان.

أحمد: هل توجد أحاديث تؤكد هذا يا أبي؟

الأب: نعم. ورد (أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل فيقول: هل من مستغفر فأغفر له.. هل من سائل فأعطيه وهكذا حتى يطلع الفجر).

الأم: نزولاً يليق بجلال الله. نزول الرحمة والقرب من العباد.

الأب: نعم أحسنتِ.

عائشة: إذن هو وقت طيب مبارك في كل الأيام.

الأب: وفي رمضان يكون أكثر بركة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم حث على القيام وقت السحر لتناول طعام السحور.

أحمد: الرسول صلى الله عليه وسلم حث على ذلك؟

الأب: يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (تسحروا فإن في السحور بركة).

الأم: الرسول صلى الله عليه وسلم يحث على السحور، وأيضاً يبين أن فيه بركة.

عائشة: ما المقصود بالبركة يا أبي؟

الأب: أولاً هل عرفت ما معنى السَّحور (بفتح السين)؟ إنه الطعام وقت السحر وسبب البركة فيه تقوية الصائم على الصيام وتنشيطاً له وتهوينه عليه ليكون أقدر على مواصلة الصوم.

أحمد: وإذا قلنا السُّحور (بضم السين) يا أبي، فهل المعنى يختلف؟

الأب: السُّحور أي فعل السحور يعني التسحر. وكلاهما يؤديان نفس المعنى.

الأم: لقد لاحظت أن بعض الناس لا يتسحر في رمضان.

عائشة: إذن يخسرون فضيلة وقت السحر واستجابة الدعاء فيه ويخسرون بركة السحور.

الأب: أحسنتِ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر).

أحمد: هل يعني أن أهل الكتاب لا يتسحرون.

الأم: يأكلون قبل نومهم ولا يتسحرون بل يحرم عليهم الأكل بعد ذلك.

عائشة: إذن السحور له ميزة جديدة وهي التميز عن الأمم قبلنا نتسحر ولا يتسحرون.

أحمد: ولكن أحياناً لا تكون للواحد منا الرغبة في الطعام وقت السحور.

الأب: يستحسن أن يشرب ولو كأس ماء. يقول الرسول الله صلى الله عليه وسلم: (السحور أكله بركة؛ فلا تدعوه، ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء فإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين).

أحمد: يصلون على المتسحرين، ما معنى ذلك.

الأم: معناه يا بني أن الله تعالى ينزل عليه رحمته وأن الملائكة تدعو لهم بالرحمة والمغفرة.

عائشة: الملائكة تدعو لنا!! أليس دعاء الملائكة مستجاب؟

الأب: أحسنتِ. دعاء الملائكة مستجاب بمشيئة الله.

*******

أحمد: أبي. لو بكرنا في السحور هل يصح ذلك؟

الأم: السحور وقت السحر والسحر في الثلث الأخير من الليل فهل تقصد بالتبكير قبل ذلك؟

أحمد: طبعاً.. طبعاً بعد ذلك.

عائشة: أراك تراجعت عن سؤالك، ولعلك كنت تقصد بالسحور الأكل قبل النوم.

أحمد: لا. لو قصدت ذلك لما كان سحوراً.

الأب: الأفضل يا أعزائي تأخير السحور فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (لا تزال أمتي بخير ما أخروا السحور وعجلوا الفطور).

عائشة: وكم نؤخره يا أبي؟

الأم: نؤخره إلى ما يكفي له قبل الفجر.

الأب: تماماً. فقد روي عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قوله: (تسحرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم قمنا إلى الصلاة قلت: كم كان بينهما قال: قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية).

الأم: أي مقدار ثلث ساعة وهو الفرق بين الأذان الأول والأذان الثاني.

أحمد: ما الحكمة من ذلك يا أبي؟

الأب: لأن تأخير السحور أبلغ في الاستعانة على الصيام وأقدر على الصبر عليه وتحمل مشقة الجوع والعطش فيه.

عائشة: أظن أن قربه إلى الفجر حتى يتعود المسلم القيام قبل الفجر من أجل الاستعداد للصلاة وذكر الله في هذا الوقت المبارك. أليس كذلك يا أبي؟

الأب: أحسنتِ هذا صحيح أيضاً.

*******

الأم: جارتنا أم سعيد ولدت قبل أربعين يوماً فهل يجب عليها الصيام؟

الأب: إذا طهرت فيجب عليها أن تغتسل وتصوم.

الأم: لقد فهمت منها البارحة أنها صامت ولم تغتسل فهل صومها صحيح؟

الأب: كان من الواجب أن تغتسل قبل الفجر لكن صومها صحيح وهي مقصرة؟

عائشة: ولماذا هي مقصرة يا أبي؟

الأب: لكي تتمكن من القيام بالعبادات الأخرى التي تشترط لها الطهارة.

أحمد: مثل ماذا العبادات التي تشترط لها الطهارة؟

الأم: مثل الصلاة وتلاوة القرآن الكريم والاعتكاف في المسجد.

عائشة: من فوائد الاغتسال قبل الفجر أنه لو دخل الماء الجوف عن طريق الأنف أو الفم فلا يفطر بذلك.

الأب: أحسنتِ. هذا صحيح لكن ينبغي الانتباه إلى أن جواز تأخير الغسل عن طلوع الفجر محمول على الجواز وإلا فالأصح والذي كان يفعله صلى الله عليه وسلم هو تقديم الغسل على الفجر.

الأم: الحقيقة إن رمضان موسم خير وثواب كبير من الله يجب أن لا نحرم منه بترك الغسل.

الأب: لقد ورد في حديث لسلمان الفارسي رضي الله عنه قوله عن رمضان: (من تقرب إلى الله فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه).

الأم: إذن يستحب للصائم أن يشغل كل دقيقة من وقته بطاعة أو عبادة أو عمل صالح نافع لنفسه ولغيره من المسلمين.

أحمد: من ذلك الإكثار من تلاوة القرآن الكريم ومدارسته.

الأب: كان جبريل عليه السلام يلقى النبي صلى الله عليه وسلم في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن.

عائشة: ألم ينزل القرآن أول مرة في رمضان يا أبي؟

الأب: الغالب يا ابنتي أن أول نزول القرآن كان في رمضان.

الأم: من العبادات التي يستحب للصائم الاشتغال بها الذكر والدعاء.

الأب: هل تعلمون لماذا يا أعزائي؟

أحمد: لماذا يا أبي؟

الأب: لأن الصائم مستجاب الدعاء.

عائشة: مستجاب الدعاء!! حقا يا أبي؟

الأب: قال صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا ترد دعوتهم، الإمام العادل والصائم حين يفطر وفي رواية حتى يفطر، ودعوة المظلوم يرفعها الله سبحانه وتعالى فوق الغمام وتفتح لها أبواب السماء ويقول الرب تبارك وتعالى: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين).

أحمد: لكن أحياناً ندعو ولا يستجاب لنا رغم كوننا صائمين.

الأم: إن عدم الاستجابة الفورية للدعاء لا تعني أنه قد رد.

عائشة: وما الفائدة إذاً؟ وكيف تتم الاستجابة؟

الأب: الدعاء لا يضيع على المؤمن فكيف إذا كان صائماً أيضاً.

أحمد: وكيف إذاً؟

الأب: الدعاء يا أعزائي إما أن يستجاب لك أو يرد عنك من الشر مثله أو يدخر لك يوم القيامة.

عائشة: يدّخر، كيف؟

الأم: يفرج عن العبد من أهوال الآخرة بسبب الدعاء.

أحمد: إذاً كله خير سواء كانت الإجابة عاجلة أم آجلة.

عائشة: وحتى إذا دفع من الشرّ مثله فهو أيضاً خير.

الأب: الحمد لله على نعمة الإيمان والإسلام.

الأم: الحمد لله على شهر رمضان شهر التوبة والغفران.

الجميع: الحمد لله.

قصة رائعه فعلا السحور مهم جدآآ

بارك الله فيك زهورة

الله يتقبل منا ومنكم يارب

موضوع: رد: السحور - حوار الأحد يوليو 29, 2012 9:47 pm

طرح قيم

جزيت الجنة ووالديك

احترآمي لك

شّـكرآ

//

\\

عَ ـلَى آلَمِروِ::

آلَعَ ـطٌر ~

آلَذٌيّ آثًـرى صِـفُحً ـتُيّ ،،

لَآحً ـرمِتُ ؛

هِذٌآ آلَتُوِآجَ ـدُ السحور - حوار 984128