رحلة العمر

رحلة العمر



وابل انصب حولي وأشعرني بسكون يخيم إثر سماع الخبر ..
هل سأكمل ما تبقى من ديني ؟؟
هذا السؤال خلج على فؤادي ..
وبان على إثره كل معاني الفرح والسرور ..

وتحقق الحلم ..

في يوم بهي الطلعة .. شددنا أمتعتنا قاصدين مكة ..
يكاد قلبي لا يصدق ما تراه عيني .. وحلمي الدفين الذي خبأته في فؤادي ..
بين المهلة والأخرى أفرك عيني بيدي .. لعلي أصحى من الحلم ..
ولكن كان كل شيء حقيقة ..
كل ما يحدث أمامي ليس مجرد رواية تكتب .. أو مسلسل يعرض ..
انه الواقع ..

تجسدت الحروف أمامي .. وفي عيني بريق يلمع .. بريق الطهر ..
هناك في عرفة .. كانت الأجواء مفعمة بالروحانية .. وضع أبي الحقائب على الأرض ورفع يديه للسماء ..
كذلك فعلت خالتي وأختي ..
نظرت حولي .. فإذا الجميع يصنع نفس الشيء ..
الجميع ينظر للسماء رافعا يديه ..
تنهل الدموع من عينيه ...
ويرجو رحمة الإله ... ويطلب عفوه وكرمه
ابتلعت ريقي بصعوبة ..
أيحق لي أن أدعو مثلهم ؟؟ وأنا العبد الغارق في الذنوب والمعاصي !!
أيحق لي أن أعيش قصتهم وأن أشعر بطعم حب الإله والخضوع له ..
همست في نفسي الكلمات _ جربي _ وضعت مافي يدي
وأطلقتها للأفق ..
هناك بانت أشرعة الندم .. وفاض دمعي قبل أن أنطق بأي حرف ..
هاجت كلماتي وحارت ..
ماذا أقول يا رباه ؟؟ ما عساي أن أفعل ..
لم تسعفني الكلمات .. ولم ينطق لساني بحرف ..
حتى هدأ حالي قليلا .. وابتلعت ريقي الغائر ..
رباه مالي سواك فلا تتركني .. رباه قد ضاق حالي فأرحمني ............... واستمر الدعاء
حتى لم يعد بإمكاني قول المزيد ...

......................

هكذا كانت الرحلة في بدايتها .. واستمرت بضعة أيام رحلة عمري
تسجدت في قلبي كل المعاني .. واسقيت من زمزم الطهر منسلا عبر عروقي ..
ماسحا كل همومي ..
مواريا دمعا قد جفا ..
لم يكن تعبي عاديا .. كان التعب بطعم المتعة ..
ومتعة الحج في تعبها ..
في كل خطوة أمشيها أشعر أن ربي راضي عني أكثر
في كل دمعة أذرفها أشعر أن ربي غفور رحيم
أحرف دندنت على أوتار الصوت
ومزقت كل حبال الصمت
اررررررررررحمني يارب
كل شيء كان أشبه بحلم ...
نمى في فؤادي وسار في عروقي ...
قرأت تلك الورقة بعد عودتي من الحج ..
الخاطرة التي كتبتها قبل رحيلي ...
وكانت ...

((
أدمع راقت من عيني حال انسياب الخبر .. وجراح دفينة تمزق تلك الاشواق داخلي ..
رهبة امتزجت مع دموع الفرح وخفايا كانت مكتومة وهاقد حان وقت إفراجها وخروجها من الحبس المؤلم ..
شعور منقى بخفقان القلوب .. معطر برائحة ندية فواحة أدمت القلب ..
حينما أشعر بأن الحلم يصبح حقيقة .. وهاهو يترقب ليطل بأجمل حلة ..
والأمنية تصبح واقعا حيا أعيشه
أرفع يدان قد تناثر عليهما الغبار وانحار على إثرها السكون .
أيدي قد استخت مرموقة من تقاعسات وجلة .. وخفايا زائلة ..
يهتف قلبي بعد تلك الأنات الواجعة والمنايا السامية .. يخفق بحنين الماضي ..
سوارح انبلجت في حلم دفين وحنين دافيء يمسح على قلبي
الهامٌ دندن على صميم القلب .. وفؤاد قد تبجلته العيون التي تحكي الكثير عن انتظار الصباح الغائم ..
ما زال الليل يخيم عتمة وظلالما دامسا ..
مازالت تلك البقع السوداء تحيك في وجدان الألم ..
بانتظار بوزغ الفجر وانشراح الأسارير .. واشراقة شمس الصباح
((

...................
وها قد أشرقت الشمس ..
شمس النهار ..
وزال الليل وظلامه الدامس ..

لن تنسى ذاكرتي تلك الرحلة ... رحلة عمري
ولن ينساها قلبي ..
كل خلية في جسدي ستتذكر تلك الرحلة ... وكل ذرة ستخلدها ذكرى داخلي ..
لن أنسا تلك الروحانية التي افعمت قلبي بالروح من جديد
والحياة من جديد
الرحلة التي أعطتني الأمل والتفاؤل ..
الرحلة التي سقتني من ماءها الندي مدى العمر
أسقتني بعد ظمأ دام سنينا ...
وروتني بعد العطش الدامي
الرحلة ..
التي تبدأ معها حياة جديدة

ربنا يرزقك بحجة السنه الجاية زهورة

لاعدمنا تميزك ياغالية ^^

ودي ..~