الجد والجده بين الأمس واليوم ..

فعندما نتذكر تلك الايام السابقة وكيف هم اجداد الزمن السابق نتذكر تعاملهم الراقي معنا
وحرصهم وخوفهم علينا كيف كانوا لنا الحضن الدافيء الحنون وكيف كنا نفظلهم حتى على
والدينا لما نجد عندهم من الرحمة والمودة الصادقة كنا نتقبل النصيحة منهم بصدر رحب
ونأخذ بهذه النصيحة ونطبقها بحذافيرها بدون تهديد او وعيد .

حتى السلوكيات الجميلة والتربية الصالحة كنا نتعلمها عن طريق اجدادنا فالكرم والشهامة
والاحترام وحب الخير للناس والتعاون الم يكن للجد والجدة دور كبير في تعليمنا هذه
الصفات الحميدة وذلك عبر تلك القصص الرائعة التي كنا نسمعها منهم وتؤثر فينا بشكل عجيب

كانوا يناقشوننا في امورنا كلها بدون غلظه او شدة وكنا نسمع ونطيع ، كانت هناك صلة
عميقة وروابط وثيقة تجمعهم بنا فحبنا لهم فطري بدون امر من احد .

اذا يااخواني مالذي تغير في هذا الزمان !!!
هل هي مشاغل الحياة مع إن اجدادنا في السابق مشاغلهم اكثر حيث لايوجد شيء اسمه تقاعد
فالرجل يعمل حتى اخر يوم في عمره .

هل هي الحضارة وعجلة التطور وتقدم العلم والعولمة كما يقولون أم ماذا !!!
ام ان اجداد اليوم لايريدون الاعتراف بتقدم العمر والسنين فالكل يريد ان يبقى شاباً اطول فترة
ممكنة دون الاعتراف بأن هذه الحياة مراحل يجب ان نعيش هذه المراحل بكل تفاصيلها .

مالذي تغير هل هو الزمان والمكان ام حب زينة الحياة وبهرجتها
ام ان اجداد هذا اليوم لم يعد لديهم الوقت الكافي لاحفادهم ليكونوا مثل اجداد الامس
أم هي قسوة القلوب .

الجد والجده بين الأمس واليوم .. Bouquet10

الجد والجده بين الأمس واليوم .. Bouquet10

في نظري الأجداد كانوا وما زالو هم اصحاب الرحمة والحب والرأي السديد والقصص الجميلة فهم يعلمون جيدا انهم لن يخُلدو في الحياة وان العمر المتبقي لهم قليل والرحيل اصبح قريب ولكن الفرق فيما نرى هو في الجيل الجديد فالخبرة العظيمة لدى الأجداد كفيلة بان تكتشف الحب الزائف والصدق الجمالي الخاوي في قلوب هذه الأجيال ، كفيلة بمعرفة ان القلوب المجتمعة حولهم تجتمع من اجل التسلية لأنفسهم فقط وليس لأجلهم، كفيلة بان تعرف ان اغلب المجتمعين حولهم غير مهتمين بحديثهم في ظل العولمة والأنترنت والأغاني والتشات والأزياء وغيرها الكثير ، كفيلة بان تعرف ان حتى اقرب الناس لهم ينتظر بشوق رحيلهم لكي يتحررو من القيام بهم وخدمتهم وعلاجهم.
*
نعم للأسف هذه هي الحقيقة وسنجدها واضحة عندما نصل الى عمرهم وسنكتفي بالصمت وسنكون اكثر شوق للرحيل لكي لا نثقل على من حولنا آملين ان يتذكرو بعض من تضحياتنا فيتصدقو علينا بدعوة في صلاة او صدقة جارية تنفعنا يوم الحساب

مالم نغير ما بأنفسنا ويرحمنا الله برحمته فما ذكرته هو السيناريو المتوقع لنا والعلم عند الله

تقبلي مروري واعجابي بطرحك الجميل

كل الشكر
لمرورك
وتفاعلك