نسائم المساء

قد تتحمل حرارة الجو لانك مقتنع بداخلك بانه امر عادي وتنتظر غروب الشمس لتجلس امام نافذتك تداعبك نسائم المساء .وتحملك دون ان تشعر لرحلة قصيرة في مدينة الذكريات. رحلة تذكرني شخصيا بطفلة اختارت العزلة منذ البداية وكانها كانت على دراية مسبقة بان عالمها لا ينسجم مع عالم الاخرين.لتتاكد من صواب اختيارها في كل مرة تزور فيها عالم الادميين .
اتذكر الطفلة واتذكر البيت الذي بنته في احلامها بقلب شجرة ضخمة محاطة بورود و ازهار ملونة وجيرانها عصافير .وارانب ووسيلتها للتنقل قارب صغير على ضفة نهر مياهه تلمع كحبات لؤلؤ .اتذكر كيف كانت الطفلة عند رسم لوحة لبيتها الصغير ترفض رسم نوافذ وتختار بدل الباب منفذا سريا كي لا يدخل غريب .كم كانت تحب عالمها كما تصورته ولا زالت كذلك. وكانت تتمنى ان يكون لها ولد اسمه وطن ..
لا زالت كذلك حتى بعد مرور السنين و اندماجها مع الواقع.
الواقع كلمة تجعلني اتنهد حسرة كلما نطقتها.واقع .يفاجئني كل يوم بجديد. لكنه كلما جعلني اتذوق مرارا زادني اعتزازا بنفسي وثقة. افتخر بقلب لم يعرف الكراهية رغم بغض الاخرين. وبعين تدمع في كل حين. افتخر بصبر نفسي كلما بالغت في محاسبتها. افتخر بروح تطير فرحا عند فرح الاخرين رغم غيظهم عند فرحي. افتخر بيد امدها حتى وانا في قلب العاصفة امام ايدي لا اجدها عندما احتاج لمساندتهم

وانا افتخر بوجودي معكم اخ نورس