بين الحفظ والحظ ضاعت رغبتنا في العلم

عندما كنا في الصفوف الابتدائية الأولى كانوا يرفعون شعار تعلم لتكون ، وكنا نبني الكثير من الأحلام والطموحات في تلك الفترة ، ولما كبرنا أقبلنا نحو الدراسة ، لن أقول أنها كانت كما أردنا بل كانت مختلفة نوعا ما ولم يعد الهدف من التعليم هو أن يكون لك مكان حقيقي وايجابي في هذه الحياة ، بل بات الهدف من التعليم متعلقا بتحقيق المسمى فقط دون الوظيفة الحقيقية له .

وتطبعت عقولنا في المراحل الدراسية الأولى على آلية الحفظ فقط لتحقيق التعلم ومن ثم لتحقيق العلامات العالية ، وكنا نظن أننا بذلك نحقق الشعار الأول تعلم فتكون (الأول على الشعبة) –هكذا فَهِمنا وفُهِمنا - ودخلنا المرحلة الثانوية ومع أنها الأهم إلا أنها كانت كسابقاتها بل أكثر من حيث اعتمادها على الحفظ ، ثم بدأت مرحلة الجامعة ولما دخلنا من بواباتها قلنا في أنفسنا منحتنا الجامعة حرية اختيار أي بوابه لدخولها وهذا يعني أنه سيكون لنا أكثر من بوابة لدخول المعلومة إلى عقولنا تارة بالحفظ وتارة بالفهم والتركيب والتحليل والتطبيق .ولكن حتى هذه المرة ظنوننا دخلت مدخلا خاطئا ففهمنا خطئا .

بين الحفظ والحظ ضاعت رغبتنا في العلم 391117

بين الحفظ والحظ ضاعت رغبتنا في العلم 391117

فقد كانت آلية التدريس في الجامعة وطبيعة المناهج- لا سيما التخصصات الإنسانية- تعتمد اعتمادا كبيرا على الحفظ وبات التطبيق العملي فيها كسجين يبتغي الخلاص من ذمة التحقيق في قضية ليس له فيها نصيب .

والغريب أن أفواجا كثيرة تتخرج وخططا عديدة تتعدل ولا زال التطبيق العملي مغيبا عن التطبيق في مناهجنا ،ولست أدري السبب هل هناك فوبيا تمنعنا من التطبيق العملي مثلا ؟؟!!

وليس النقد متعلقا بقصر التعلم على مرحلة الحفظ وحسب بل يتعداها إلى ارتباط التعلم بالحظ !!

فمَن منا لم يسمع عن فوبيا التوفل وهي ورم إجباري يتعرض له كل من يقبل على الالتحاق بالتعليم العالي و يزداد هذا الورم ضخامة كلما ازدادت عدد مرات الرسوب لأنه وفي كل مرة تتغذى خلايا الورم على 45 دينار ثمن الامتحان ويعتمد النجاح فيه على عوامل مجهولة المصدر ولكن يبدو أنها مرتبطة ارتباطا وثيقا بالحظ. وتبدو الجهات المعنية في حالة تخبط دائم نظرا لعجزها عن التخفيف من الآثار الجانبية المترتبة على هذا الورم فهو بلا قيمة علمية فضلا عما يسببه من توتر نفسي لطالب العلم ومن قدرة عالية على خلق حاجز بينه وبين رغبته في إكمال الدراسة وتطوير مستواه التعليمي ولكن ونظرا لقيمته الاقتصادية العائدة لجهات مجهولة المصدر تم إصدار قرار بعدم استئصال هذا الورم حتى وإن انتشر في كافة أجزاء الجسم فالمال أغلى ما نملك واللغة الانجليزية واجب عين على كل من يريد أن يلتحق بالدراسات العليا وإن كان يجهل كتابة اسمه بالعربية .
بين الحفظ والحظ ضاعت رغبتنا في العلم 391117

وما ذكرته من تعريف سابق للتوفل ليس من قبيل الاستهتار بل هو تساؤلات حائرة في عقول طلبة يبغون الخلاص ، وإن كان ولا بد من امتحان يحقق كسبا ماديا فلما لا يكون بلغتنا ، أعلم أن عالم الاقتصاد يقوم على النفع والتنفع أما أن يُعقد امتحان يعتمد على خيارات لا نفقه منها شيئا لمجرد الكسب فهذا تجاوز عالم الاقتصاد لينتج عالما جديدا مجهول المقاصد.

وقديما قالوا بين حانا ومانا ضاعت لحانا واليوم نقول بين الحفظ والحظ ضاعت رغبتنا في العلم ،وبتنا تائهين في عالم لا نتقن فيه سوى تكرار الشخصيات فكل جيل يحفظ ما كتب سابقه فلا جدة ولا اجتهاد ، الكل مستنسخ حتى الأحلام والطموحات باتت مستنسخة في عالم رهن نفسه بين الحفظ والتلقين .

وبين الحفظ والتلقين لن يكون هناك جيل يحقق الابتكار والإبداع الذي يقود فيه ركب التحرير ، ومن أراد لأمته أن تتحرر من قيود غفلتها فليوقظ سبات مناهجها ، فبمناهج التعليم والتربية تنهض أجيال الأمة ويستيقظ الفكر من سباته ليعيد لنصوص الماضي حيوية كُتابها وقوة نتاجها ، فالأمة الحقيقية لا تُصنع بكلمات صامتة فقط بل بالكلمات المستنهضة لفكر وخلق الأجيال المطالعة

بين الحفظ والحظ ضاعت رغبتنا في العلم 559841

بين الحفظ والحظ ضاعت رغبتنا في العلم 559841

.

موضوع بغاية الروعة والفائده

جزيل الشكر والامتنان لطرحك المميز دائما

بانتظار المزيد فلاتحرمينا .. ~

موضوع مفيد جدآآآ وطرح رآآآآقي رنين الصمت

جزآآآآآكِ الله الخير رنين الصمت وأدام الله عليكِ الصحة والعافية

زائر

موضوع مفيد جدا

رآق لي قرآءته

يسلمو رنين الصمــت

دمتِ بألف خير

موضوع مميز في طريقة طرحه ........

وفي القيم التي نستفيدها منه ...

يعطيك العافية رنين ....

//

تحياتي

» قوة الحفظ والذاكرة - الشيخ علي الطنطاوي
» أضخم موسوعة لتعلم احكام التجويد و تيسير الحفظ
» ضاعت منا الاخوة
» ضاعت اللغة العربية ,,
» ثلاثة اشياء لو ضاعت لاتعود