بحث نظم الإدارة البيئية وكفاءة المؤسسات

نظم الإدارة البيئية (MES)وكفاءة المؤسسات
أصبحت حماية البيئة والمحافظة عليها واحدة من أهم سمات النظام الدولي الجديد، حيث تحتل المعايير البيئية موقعاً متميزاً في اتفاقيات الجات ومواثيق الاتحاد الأوربي، كما أصبح اجتياز هذه المعايير من أهم الشروط التصديرية للعديد من الأسواق العالمية، ومع ذلك فإن الكثير من المؤسسات، وخاصة في الدول النامية لا زالت غير مهتمة بنظم الإدارة البيئية، التي تعد ركيزة أساسية لزيادة كفاءة المؤسسات وزيادة قدراتها التنافسية وتعظيم ربحيتها، من خلال ما تسهم به في القضاء على التلوث، وتطوير الأداء البيئي، إضافة إلى تقليل التكلفة، وتخفيض معدلات الحوادث، فضلاً عن زيادة كفاءة العاملين ورفع مستوى أدائهم، كما أن إتباع النظم البيئية يؤدي إلى تحسين سمعة المؤسسة وزيادة قدرتها على اكتساب أسواق جديدة ومستهلكين جدد.

ونظم إدارة البيئة هي عبارة عن سلسلة من المقاييس الدولية تصدرها المنظمة الدولية للمقاييس International Organization for Standardization تتكامل مع متطلبات الإدارة الأخرى مما يساعد الشركات على تحقيق الأهداف الاقتصادية والبيئية، من خلال تحديد الإجراءات وتقييم فعالية السياسات المتبعة وإظهار مدى توافقها مع هذه الأهداف، كما تشجع هذه النظم الشركات على تبني إدارة بيئية أكثر فعالية وكفاءة ومرونة، بحيث تصبح جزءاً من نظامها. وتمثل نظم إدارة البيئة فرصة للشركات في الدول النامية لنقل التكنولوجيا وتبني نظم إدارة بيئية تعتمد على أفضل الممارسات العالمية.

ويعد تحديد الأهداف التي تسعي إليها المؤسسة من خلال نظم الإدارة البيئية عنصراً هاماً يساعد على ترجمة هذه الأهداف إلى واقع عملي، وهذه الأهداف يجب أن توضع ضمن الخطة الإستراتيجية للمؤسسة، مما يسهل تكامل الإدارة البيئية مع الإدارات الأخرى.
والأهداف البيئية يمكن أن توضع بحيث تناسب الشركة كلها أو جزء منها فقط، طبقا للإجراءات التنفيذية المطلوبة. وعند تحديد الأهداف يجب أن يؤخذ في الاعتبار السياسة البيئية المتبعة ومتطلباتها والتشريعات القائمة.

ويفيد تحديد الأهداف في إمكانية توظيف الأشخاص في تخصصاتهم ومواقعهم الصحيحة لتحقيق هذه الأهداف، وجعل الإدارة العليا على دراية بهذه الأهداف، إضافة إلى تطوير الأداء البيئي لدى العاملين والناتج من معرفتهم بالأهداف، وتوظيف النتائج لخدمة النظام البيئي.

وحتى يتم التعرف على حاجة المنشأة إلى نظم الإدارة البيئية فإنه لابد من التعرف على مدى التزامها بالقواعد والقوانين البيئية، وحرصها على تطوير أداءها البيئي، وعلى المؤسسات أن تحدد أسباب المشاكل البيئية التي تواجهها وتحاول إزالة هذه الأسباب، وهو ما يحتم عليها الالتزام بالمعايير البيئية، و إتباع نظم الإدارة البيئية، الأمر الذي يوفر مبالغ طائلة لهذه المؤسسات، من خلال تحقيق المواصفات والجودة المطلوبة لإنتاج المؤسسة وتقليل الفاقد، وتقليل الملوثات، على نحو يقلل من تكلفة الإنتاج.
وتجدر الإشارة إلى أنه يمكن حل الكثير من المشاكل البيئية دون الحاجة إلى أجهزة مرتفعة الأسعار، وذلك من خلال التخطيط والتنفيذ وإتباع نظم الإدارة البيئية الناجحة، والالتزام بالقواعد بثبات وكفاءة في الأداء، وتحديد وتعظيم الظروف البيئية التي تساعد على الالتزام البيئي.

ويجب ألا تهتم المؤسسات فقط بالبحث "عما حدث" ولكن يجب أن تبحث أيضاً " لماذا حدث؟". ولهذا فإن تحديد وتصحيح النظام من أي خلل يؤدى في النهاية إلى أداء بيئي جيد. ومعظم نظم الإدارة البيئية تقوم على عدة عناصر تبدأ بالتخطيط، ثم التنفيذ، فعمليات المراجعة والتطوير المستمر.

والإدارة العليا في أي مؤسسة لها دور كبير في تطبيق أسس ومعايير الإدارة البيئية، وجعل البيئة هي أولى أسبقيات المؤسسة، وتحقيق التكامل بين تطبيقات نظم الإدارة البيئية لكل مؤسسة، والاهتمام الدائم بمتابعة المشكلات البيئية من حيث تحديدها وأسبابها الرئيسية ومنعها، والتركيز على التطوير المستمر والتعلم من الأخطاء وطرق منع المشكلات السابقة والمشابهة، والتحلي بالمرونة في معالجة المشكلات البيئية.

كذلك فإن العاملين في المؤسسة بكافة تخصصاتهم ومستوياتهم لهم دور كبير في نجاح نظم الإدارة البيئية، ولهذا يجب التأكد من تدريب العاملين وتعزيز قدراتهم على تنفيذ مسئوليتهم البيئية، وأن يكونوا على دراية بالآثار البيئية في المؤسسة التابعين لها، والسماح لكل عامل بأن يكون له دور في المقترحات والأفكار الجيدة التي من شأنها تطوير نظام الإدارة البيئية، مع العمل على زيادة مهارات العاملين وتطوير أدائهم.

ولتحقيق إدارة بيئية ناجحة في أي مؤسسة، لابد من توافر خطة ذات كفاءة تتضمن تحديداً لأهداف المؤسسة من تطوير الأداء البيئي الخاص بها، ومن الأهداف التي يمكن أخذها في الاعتبار، الإذعان للقوانين، أو منع التلوث.

ويجب تحديد المواقع التي سيتم تطبيق نظم الإدارة البيئية عليها، كما يجب أن تكون الإدارة على دراية بنظم الإدارة البيئية وفوائدها، كما أن اختيار نظام الإدارة البيئية المناسب يعد نقطة هامة جداً، وكذا اختيار فريق التنفيذ القادر على أن يحدد ويحلل القضايا والعمليات، مع مراجعة العقود والإمدادات وغيرها، وكذلك الالتزام بعقد اجتماعات دورية، ولاسيما في المراحل الأولى لتنفيذ نظم الإدارة البيئية، والخطوات المبدئية التي يجب اتخاذها ودور الأعضاء، مع ضرورة عمل مراجعة مبدئية للإجراءات والبرامج الأخرى المتبعة ومقارنتها بنظم إدارة البيئة، مع وضع تقييم لمكونات المؤسسة، من حيث الإجراءات، والسياسات، والتأثيرات البيئية، وبرامج التدريب والعوامل الأخرى .

ويجب أن تتضمن الخطة وصفاً مفصلاً للاحتياجات والمسئوليات، مع ملاحظة وجود مرونة في هذه الخطة وتحديد أهداف طويلة الأجل، والبحث عن نجاح مبكر ليزيد من العزم لدى العاملين في المؤسسة، كما يجب مراجعة الخطة والموازنة والحصول على موافقة الإدارة العليا عليها، وكذا البحث عن مصادر تمويل خارجية لها أو مساعدات أخرى.

ويجب رصد وملاحظة التقدم في الأنظمة البيئية مع خطة المشروع والتعريف به فى المؤسسة والتأكد من النتائج التى تم انجازها.
كذلك فإنه من الضروري مراجعة نظم الإدارة البيئية باستمرار عن طريق الإدارة العليا للمؤسسة، حيث تعتبر هذه المراجعة هي مفتاح التطوير والتحسين المستمر والتأكد من أن هذه النظم تحقق متطلبات المؤسسة. والمراجعة التي تتم عن طريق الإدارة العليا تقدم فرص عظيمة لجعل هذه النظم ذات كفاءة عالية وأقل تكلفة. ويجب أن يتولى عملية المراجعة كوادر لديها خبرة كافية بهذه الأنظمة، إضافة إلى الأشخاص الذين يشاركون في اتخاذ القرار بالمؤسسة، وتستهدف عملية المراجعة التأكد من مدى تحقيق الأهداف المرجوة، واستمرارية السياسة البيئية، واستخدام الموارد بحكمة، والبحث عن طرق أفضل للأداء وتحقيق الأهداف. وقد تواجه نظم الإدارة البيئية بعض المشكلات، ولذا فإنه يجب العمل باستمرار على تحديد المشكلات في النظام وبحثها، و تتبع الأسباب، وتحديد الإجراءات التصحيحية والتأكد من فعاليتها، ويجب التأكد من تنفيذ نظام الإدارة البيئية كما هو مخطط ومصمم، من خلال وضع سجلات عن النجاحات التي تحققت، ونتائج أعمال المراجعة، وتسجيل بيانات العمليات والأرصاد، ومعدلات الصيانة، وشهادات معايرة الأجهزة والمعدات، مع حسن اختيار المراجعين وتدريبهم، من أجل تحديد جوانب قصور نظام الإدارة البيئية وسبل معالجتها.

بحث مهم ومفيد

يسلمواا على الموضوع اللامتناهي الفائده

ودي ..}

طرح بمنتهى الروعة

ونعم الانتقآء

» سخانات الأنابيب المفرغة الشمسية ... مزايا متعددة وكفاءة عالية
» الحديقة البيئية في دمشق
» السيتي يزاحم برشلونة والريال على أكثر المؤسسات دفعاً للأجور
» بوربوينت محاضرات في علم الإدارة
» أرجو أن تحذف الإدارة كل مشاركاتي