الأخضر أو الأسود أو الأبيض.. أي شاي نختار؟

الأخضر أو الأسود أو الأبيض.. أي شاي نختار؟

يأتي الشاي بأنواع وألوان كثيرة، لكل نوع منها فوائده الطبية، وأيضا طريقة تحضيره الخاصة به. فاذا كنت من هواة تناول الشاي تعرف أولا على خصائصه قبل أن تختار المناسب منه لاحتياجاتك الشخصية.
يعتبر الشاي بالإضافة الى الماء المشروب الأكثر شعبية في أنحاء العالم كافة، وحسب ما كشفت الحفريات الأثرية المختلفة فإن الناس يشربون هذا المشروب الصحي واللذيذ منذ حوالي 5000 عام. إذا كنتم من بين هؤلاء الذين لا يتصورون بداية نهارهم من دونه، تعرفوا على المنافع الصحية التي يقدّمها الشاي بأنواعه:

يقسم الشاي عادة إلى أربع مجموعات أساسية وفق الطريقة التي يتم اعتمادها لتصنيعه ودرجة الأكسدة التي يتم من خلالها تغيير خصائصه الكيميائية.
الشاي الأسود

أكثر شاي يتم استهلاكه حول العالم ويستخرج مثل معظم أنواع الشاي الأصلي من أوراق نبتة «كاميليا سيننسيس» ويمر بفترة أكسدة أطول من الشاي الأخضر أو الأبيض.
يتمتع الشاي الأسود بطعم مرارة خفيفة ويحتوي على أكثر نسبة من الكافيين (حوالي 40 ميللغرام في الكوب). يُسكب الشاي الأسود بالماء المغلي (99 درجة) ويُترك عادة لمدة 2 حتى 3 دقائق لكي يحلّ ويُستخلص منه المشروب المطلوب.
• المنافع الطبية:
يحتوي الشاي الأسود على كمية كبيرة من المواد المضادة للأكسدة المعروفة مثل «تيافلافين» و«تيروبيغين»، التي ارتبطت طبيا بمسألة خفض معدل الكوليسترول في الدم. وقد أظهرت البحوث أيضا أن تناول ثلاثة أكواب أو أكثر من الشاي الأسود يوميا يمكن أن يخفض من نسبة الإصابة بالسكتة الدماغية بمعدل %21.

الشاي الأخضر

للشاي الأخضر طعم ألطف من الشاي الأسود. يتم تنشيف أوراق نبتة الشاي مباشرة بعد قطفها، ما يساهم بإيقاف مشروع الأكسدة، وبذلك تُحفظ في الشاي المواد الطبيعية المغذية. يحتوي الشاي الأخضر على نسبة كافيين أقل (حوالي 25 ميللغرام في الكوب الواحد).
يُسكب هذا النوع من الشاي في مياه مرّت بدرجة الغليان، لكنها بردت لتصل إلى درجة تتراوح بين 75 و80 درجة مئوية، ثم يترك لدقيقة أو اثنتين لاستخلاص الشاي المطلوب.
• المنافع الطبية:
يقي الشاي الأخضر من أمراض كثيرة، ابتداء من السرطان، وانتهاء بالأمراض القلبية. وحسب إحدى الدراسات فإن تناول كوب واحد من الشاي الأخضر بشكل يومي يمكن أن يساهم بخفض خطر الأمراض القلبية بمعدل %10.
وفي دراسات أخرى لاحظ العلماء، أن شرب خمسة أكواب وأكثر من الشاي الأخضر يوميا ساهم بخفض خطر الأمراض القلبية بمعدل %26.
وأظهرت البحوث أيضا أن الشاي الأخضر يحتوي على كمية أكبر من فيتامين سي مقارنة بما هو موجود في نبتة البروكولي أو السبانخ، وأنه بسبب احتوائه على مادة الفلوريوم يمنع نشوء تسوس الأسنان أيضا.
وينصح الخبراء بتناول الشاي الأخضر خلال اتباع الحمية الغذائية لخفض الوزن، لأنه يساعد في حرق الدهون.

الشاي نصف الأخضر

من لا يمكنه اتخاذ قرار بين الشاي الأسود والأخضر، يمكنه أن يجرب على سبيل المثال شاي أولونغ، ويطلق عليه أحيانا وصف الشاي «نصف الأخضر» أو الشاي «الأخضر الأصفر»، والذي من وجهة نظر عملية الأكسدة يقف في مكان ما في الوسط.
يحتوي هذا النوع من الشاي على نسبة كافيين في الكوب الواحد تصل إلى حوالي 30 ميلليغرام، ويُسكب عليه الماء بدرجة حرارة تصل إلى 80 حتى 85 درجة مئوية.
• المنافع الطبية:
هذا الشاي مفيد أثناء خفض الوزن. فهو يفعّل الأنزيم المسؤول عن تذويب دهون «تريغليسيريد»، وهي شكل من الدهون المخزنة في الخلايا الدهنية.
وبيّنت إحدى الدراسات أن النساء اللواتي شربن شاي أولونغ، حرقن خلال ساعتين كمية أكبر من السعرات الحرارية من النساء اللواتي شربن الماء فقط.
أما المنافع الطبية الأخرى فهي مماثلة لتلك الموجودة في الشاي الأسود والأخضر.

الشاي الأبيض

يتمتع بألطف طعم من بين أنواع الشاي كافة، ويحتوي على كمية كافيين تصل إلى حوالي 15 ميللغرام في الكوب الواحد. في العصور الغابرة كان نادرا جدا ولم يُسمح بشربه إلا للقياصرة الصينيين.
يتم قطف أوراق هذا الشاي بشكل يدوي، عندما تكون الأوراق فتية جدا وغير ناضجة، ويجب قطفها خلال فترة قصيرة. لا يتم تصنيع الأوراق بعد قطفها بأي شكل من الأشكال، حيث يتم فقط تنشيفها تحت أشعة الشمس.
يُسكب هذا الشاي في ماء تصل درجة حرارته إلى 65 حتى 70 درجة مئوية ويترك لمدة دقيقتين لاستخلاص المشروب المطلوب.

• المنافع الطبية:
الشاي الأبيض فعال في مكافحة الأمراض القلبية وبعض أنواع السرطانات، تماما مثل ما هو الأمر في أنواع أخرى من الشاي.
وتشير بعض البحوث أيضا إلى أن الشاي الأبيض ملائم للأشخاص الذين يعانون من أمراض السكر، ويمكن حسب الدراسة التي نُشرت في «جورنال فايتوميديسن» أن يخفض معدل «إل. دي. إل» للكوليسترول.

شاي الفواكه

ينشأ شاي الفواكه من خلال مزج الشاي الأسود الأصلي، الأخضر أو الأبيض، مع مستخلصات عطرية، مثل القرفة أو قشرة البرتقال أو الخزامى.
إلا أن بعض أنواع شاي الفواكه قد لا يحتوي على أي نوع من أنواع الشاي، فيكون بهذه الحالة خليطا لأنواع من الفاكهة المجففة والأعشاب. هذا النوع من الشاي مفضل لدى الأطفال نظرا الى طعمه الحلو ولا يحتوي على مادة الكافيين.

• المنافع الطبية:
الشاي المطعّم يتمتع بالقيم المضادة للأكسدة نفسها والمنافع الطبية الأخرى التي يتمتع بها الشاي غير المطعّم. الشاي المحلّى بالفواكه، مثل التوت البري، يمكنه أن يحتوي على كمية أكبر من المواد المضادة للأكسدة مقارنة بما هو موجود في الشاي الصافي.
شاي الأعشاب

هذا النوع من الشاي هو بمنزلة استخلاص لمنقوع أنواع مختلفة من الأعشاب والنباتات. منفعته تتمثل في أنه لا يحتوي على مادة الكافيين، وبعضه يمكن أن يعمل كبديل عن بعض الأدوية.
• المنافع الطبية:
خضع شاي الأعشاب لبحوث أقل من تلك التي خضع لها الشاي التقليدي ونتائج تلك البحوث تختلف في الغالب. بعضها يشير إلى أن شاي البابونج يمكن أن يساعد في النوم الهادئ، وبأن شاي نبتة الكركديه يساعد في خفض ضغط الدم عند بعض الأشخاص.
الشاي المستخلص من منقوع الزنجبيل يساعد الجهاز الهضمي، وهو ملائم أيضا عند التعرض لأمراض الرشح والأنفلونزا. شاي النعناع يساعد أيضا في مشاكل الجهاز الهضمي وأوجاع الرأس.
لكن الشاي الشهير جدا هو شاي المريمية الذي يحتوي على كمية من المواد المضادة للأكسدة وكثير من المواد المعدنية. وحسب بعض الدراسات فإنه يمكن لشاي المريمية أن يساعد في خفض ضغط الدم، ومكافحة الكآبة وقلة النوم.