إيـــــــــــاك ثـــــــم إيـــــــــــــاك...

عندمــــــــا كنـــــتُ صغيـــــراً كانــــت أمي حفظهـــا اللهُ تحتفـــــظُ بكــــلِ أغراضي من ملابسَ وحليب.....إلخ إذ كانت هذه الأغراضُ هي ثروتي في ذلك الحين
فكنـــتُ أرى أمـــي هي أخطـــــرُ وأقوى إنسانٍ على وجهِ الأرضِ وهي التي تديـــــــرُ شؤونَ البلادِ والعبــــادِ

كبـــــرتُ قليلاً وصرتُ أخــــرجُ مــعَ أبي فـــي السيارةِ ونتنقـــلُ من مكــانٍ إلى آخــرَ
فأصبحت لديَ القناعـــةُ بــأنَ أبي هوَ الــــذي يُسَيِرُ شُؤونَ البـــــلادِ والعبــــادِ
في يومٍ مــــن الأيـــــامِ أوقــــفنا شُرطيُ المرورِ
وأعطى أبي مخالفةً مروريــــةً
ولأولِ مـــرةٍ أرى أبــي ضعيفــــاً أمــامَ شَخصٍ بحيثُ لا يستطيعُ أن يأمرهُ أو ينهاهُ
فسألته من هذا الرجل؟
فقال:شرطيُ المرورِ

وشيئاً فشيئاً علمتُ أنَ هــناكَ شيئـــاً اسمـــهُ الحكومةُ وأنــــها تُخيفُ جَميعَ الرجالِ بكافــــةِ أصنافهم وأنَ أيَ شخصٍ لا يجوزُ لهُ أن يقطعَ إشارةَ المرورِ لأنهُ يخافُ الحـــــكومة
فأصبحت عندي قناعةٌ جديدةٌ أنَ الحكومةَ هي أخـــطرُ شيءٍ في العالم وأنها هيَ التي تُسَيِرُ شؤونَ البلادِ والعبادِ وأنَ عليَ أن أسمعَ كلامَها

كبرتُ بعدَ ذلك وعندما رأيتُ إخواننا في فلسطينَ يُقَتَلونَ وكلُ حكوماتِنا لا تستطيعُ فعلَ شيءٍ لأنَ أمريكا هي التي تساندُ إسرائيل
أصبحت عندي قناعةٌ بأنَ أمريكا هي الأقوى والأخطرُ وهي التي تديرُ شؤونَ جميع البلدانِ وأنَ على الجميعِ أن يُطيعوا أمـــــــرها

وفي صبيحـــةِ يومٍ رأيـــتُ قناةَ الجزيرةِ تضعُ على شاشتــها بخــــطٍ كبيــــــــــرٍ
""أمريكا تحتَ الهجوم""
ورأيتُ أبراجَ التجارةِ وهيَ تنهارُ ووجهُ بوش يتلــــونُ من الخوفِ والعالمُ كلهُ يضطرب
ثم علمتُ أنَ من يقفُ خلفَ هذا كلهِ مجموعةٌ منَ الشبانِ الذينَ قَدموا من صحراءِ أفغانستان
مع أنهم ليسوا أخطرَ شيءٍ في العالمِ ولا يديرونَ شؤونَ أيِ أحدٍ

وهنا علمتُ بأنَ مفهومَ طاعةِ الأقوى مفهومٌ مختلٌ وأنَ كلَ قويٍ لا بدَ من لحظــــةٍ يتحولُ فيها إلى ضعيـــفٍ بمجــــردِ أن تستغـــلَ احدى نِقاطِ ضعفـــهِ
فأدركتُ أنهُ ليسَ عليَ أن أسمعَ كلامَ من بيدهِ القوةُ وأنَ المبادئَ التي تفرضها القوةُ لن تستمرَ طويلاَ
وأن الأشياءَ الأجدرَ بأن نسمعَ كلامَها هي الأشياءُ التي لا يستطيعُ أحدٌ أن يُسقطَها ولا أن يُدمرَها ولا أن يَمسَحَها منَ الــــــوجودِ
ولو بحثنا عن هذهِ الأشياءِ لوجـــدنا أنــــها المبادئُ المقدسةُ التي تبنيــــها الشريعةُ الإلهيةُ

إذن فالمشكلةُ تكمنُ فيمن يستطيعُ الإرتقاءَ على سلمِ القوةِ والطاعة
فبعضهم إلى هذه اللحظةِ ما زالَ يظنُ أنَ أمهُ هيَ التي تُديرُ شؤونَ البلاد وتُسيرُها وبعضهم يرى أن زوجتهُ هي التي تُديرُ شؤونَ البلادِ
وبعضهم لو قالت له حكومتهُ مُت جوعاً لظنَ هذا عملاً حكيمــــاً لا ينبغي لهُ أن يخالفهُ أبـــــــداً

ِ
وختاماً أقولُ
اللهــــــم دبــــــــر لنـــــا أمــــــورنا فإنـــــــــا لا نحســــــــنُ التدبيـــــــــرَ

طرح جميل

وكلمــ ـ ـ ـ ات في الصميم

كل الشكر لحسن الانتقاء

دمتي بصفاء عزيزتي

أسعدني ردكِ الجميل

غاليتي

،

أكرمك الرحمن في شهر الرحمات.

كلمات وزنت بماء الذهب لواقعيتها

هناك من هو وكيل علينا فنحن نتوكل علي الله في كل أمورنا

فلن ينفعنا الا من خلقنا

سلمت يداكي رنين الصمت كلمات رائعة بالفعل

اهنيكـ على طرح الجميل و المميز..

في انتظار كل جديدكـ..

تقبلي مروري...

فعلا تلكـ هي الفلسفة التي نعيشهــآ على أرض الوآقع

واقع قوة مختل وموازين مقلوبة

جزاكِ الله كل خير رنين الصمت

متميزهـ على الدوآم

:lll.:

طرح قيم ومفيد جدا

بارك اله فيك رنين الصمت

دمت بحفظ الله

زائر

معاني جميله خطتها حروف كلماتكـ

يسلمو رنين الصمت

يعطيكي الف عافيه يارب

دمت بهذا التمــــــــيز

شكرا اسطورة ومسافر

لردودكم الأكثر من رائعة

نورتوووووووووونا